17 سبتمبر 2025

تسجيل

لجان متعددة... ووجوه متكررة

13 أغسطس 2023

هل هي تزكية أم تتعلق بالعلاقة والمنفعة؟، أم أنها كما يقال الاختيار المناسب في العمل المناسب؟ أم هناك أسباب أخرى لا ندرك مغزاها؟ إنه الترشيح لوجوه متكررة في مختلف اللجان عضواً أو رئيساً، كما هو الترشيح لتمثيل الدولة في الخارج والداخل سواء في المؤتمرات أو الاجتماعات والمهمات المقررة لأي وزارة أو مؤسسة حكومية، وما يعقبه من صرف البدلات والامتيازات، تستفيد منها فئة معينة، هذا ما عهدناه وما ألفناه في تكرار لبعض الوجوه في أكثر من لجنة، سواء كانت لجانا مؤقتة أو دائمة، نفس الشخص بصورته وموقعه الوظيفي، ونفس الوجوه تتكرر في اللجان المتعددة، كما هو الحضور للمؤتمرات، ولو كان هذا الشخص بعيدا عن التخصص والميدان الوظيفي الذي يشغله، وربما عن الوزارة التي يمثلها ويشغلها مما يؤثر في ضياع الفرص على الكثير الذين يتميزون بعطائهم وإنتاجهم، ويمتلكون الخبرة والتخصص والجودة والكفاءة الوظيفية. لماذا تستبعد أسماؤهم من الاختيار في الترشيح والتمثيل دون وجود ثغرة للدخول منها لإثبات وجودهم والاستفادة من أفكارهم، عملية الاختيار والترشيح وبهذا النمط المتكرر لوجوه متكررة تؤكد لنا أن هناك شخصا واحدا يحركها، هو من يختار وهو من يعين وهو من يزكي، وكأن ليس في «هذا البلد غير هذا الولد» كما هو المثل المتداول. وبالمنطق العقلي كيف يؤدي الشخص الواحد دوره بإتقان وكفاءة وتركيز حين يكلف بإدارة أو عضوية لجان متعددة؟!. …. إعطاء الفرص للآخرين والثقة في الاختيار خاصة حين يتعلق بالتخصص العلمي والوظيفي والخبرة والكفاءة مطلب وظيفي ومجتمعي، كما أنه يتيح للآخرين الفرصة في إثبات عطائهم، إذا كان الغرض من تكوين أي لجنة في أي وزارة هو القيام بمهمة ما بأعلى كفاءة متوقعة، وجودة للتطوير والتجديد، إذن لابد أن يكون الاختيار للشخص كعضو في أي لجنة من المهتمين بالمهمة التي توكل إليه، أو من المتخصصين، ولديه الوقت الكافي للعمل في اللجنة كعضو والقيام بمهامه بكل جودة وإتقان ومهارة، دون النظر للمصلحة الخاصة، فكيف إذا كان يشترك في لجان متعددة فهل لديه الوقت والقدرة والمهارة في إعطاء كل لجنة حقها من تفعيل متطلباتها وآلياتها مهما كان نشيطًا وراغبًا، بالرغم من أن دور اللجان وآليتها ليس من السهل واليسر، تتطلب الجهد والدقة والتفكير والإخلاص، ولم يتم الاختيار إلا من أجل التطوير والتغيير وتحقيق الجودة، حيث وضع الخطط والبرامج ودراستها ومتابعة الشكاوى والقضايا المحالة إليها للبث فيها وفق المؤسسة أو الوزارة التي ينتمي إليها، كما هي المتابعة الميدانية وإجراء التحقيقات، وعقد الجلسات للاستشارة وكتابة التوصيات لرفعها لرئاسة اللجنة، ليبقى السؤال أمامنا للإجابة بكل احترافية ومصداقية هل يمكن تأدية ذلك في وجود الشخص الواحد في أكثر من لجنة؟.