13 سبتمبر 2025

تسجيل

وما زال السيف البتار في غمده

13 أغسطس 2018

دائماً ما نسمع في العالم العربي أن هناك سيفا بتارا سوف يُضرب به المفسدون بالمال العام ولا يُستثنى أحد من ضربته إلا أني أعتقد أنه ما زال السيف في غمده أصابه الصدأ ولم يُضرب به أحد إلا شكلياً ولربما يخرج في أيامنا هذه والله أعلم، فلقد خفت أيدي البعض وصارت أخف من الريشة وترافق معها قلة أو انعدام الخوف من الله عز وجل وأن هناك في الآخرة قانونا من أين لك هذا؟ وأن شاهد الإثبات موجود وهو يداك التي أخذت أو وقعت أو بدلت فإذا كان الإنسان يخاف من مخالفة رادار يراقب الطريق والأشجار والسيارات المتوقفة والكاميرات التي أكثر من عدد الطيور على الأشجار كي لا يخالف فما بالك برادار الآخرة الذي مخالفته باهظة الثمن لا تعادلها قيمة معنوية ولا مادية ؟! كذلك حتى الشهداء الذين وهبوا أرواحهم في سبيل الله لا تسقط عنهم حقوق الناس التي عليهم فما بالك بالذي يسرق حقوق الدولة والشعب وتبقى في رقبته إلى يوم الدين؟ فإذا تم التحقيق في بعض قضايا الفساد وظهر من ضمن ذلك هامور كبير فهو كالصخرة العظيمة التي تخرج لمن يحفر يعجز عنها ثم يردم الحفرة كذلك التحقيق إذا كان من ضمن الأسماء اسم له رنة كبرى حُفظ التحقيق وذهب الجمل بما حمل! فهل رأينا بالله عليكم نتائج تحقيق فعندما تبرد القضية وينساها الناس يعود لها ولا للتحقيق أي ذكر وكثيراً من لصوص المال العام من الذين يخونون أماناتهم يسجلون أملاكهم بأسماء ذوي القربى تهرباً من الشبهات والقانون، فعندما ترى مسؤولا لا يملك شيئا قبل المنصب وبعده يملك مجمعات، شركات، أراضي تجارية، يخوتا وسيارات فاخرة، وقصورا في أغلى المناطق ما شاء الله وجد كنزا لأبيه قطعا ذهبية ومجوهرات ثمينة وتغير حاله يمر على البعض مرور الكرام تحت مقولة أرزاق، ويمكن السماء تمطر في بيته ذهباً أو دجاجته تبيض الماساً! حتى إن البعض لديه صفة استغلال المنصب أبشع استغلال يحلبه حلبا ليس للعمل ومصالحه ولكن له شخصياً ولشلته المقربة حتى السفر وبدل التمثيل تفنن به البعض فكل يوم يخترع سفرة بل البعض يحشر نفسه في أعمال لا تخصه وكل ما كبر المسؤول كبرت فريسته، وفي بعض الدول حتى المسؤولين الذين يرأسون مؤسسات مكافحة الفساد يملكون ما الله به عليم يأمرون بالمعروف وينسون أنفسهم!. ونحن هنا قد يستغل البعض الظروف الراهنة وانشغال الجميع بهذه الجريمة التي ارتكبت بحق قطر من دول الخيانة الخليجية ويصطاد في الماء العكر وأنا أعتبر ذلك خيانة للوطن الذي لا يستحق منا إلا الإخلاص والصدق والمحافظة عليه وعلى منجزاته وليس سرقته وخيانة أمانته لكن يبقى أن نقول إنا لا نظن بالناس إلا كل خير.