14 سبتمبر 2025
تسجيلقبل الخوض بتفاصيل المقال؛ للتعرف عليها تلك التفاصيل وعليه هذا المقال وبشكل جيد، فهي هذه التهنئة المُنعشة التي ولربما تصل إلى البعض منكم وللمرة الأولى هذه المرة؛ بسبب جملة من الظروف ستنتهي بجملة واحدة مفادها بان تهنئة العيد لم تكن أصلاً، وعليه فهي هذه الكلمات: كل عام ونحن بخير. إن هذه التهنئة التي ختمت بها ما قد بدأت تتردد علينا كل مرة يطل فيها العيد، وكمسلمين فهي لا تتردد علينا إلا بحلول عيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى المبارك، ومن بعدها نعيش العديد من الفصول قبل أن نعود لتلك اللحظات التي سنردد فيها هذه التهنئة؛ لتتردد علينا، مما يعني أنها كلمات غير عادية ولا تُقال إلا في مناسبات تتميز بأنها كذلك؛ بسبب عظمتها، لكننا وفي المقابل نسمع ذات الكلمات كلما صادفنا موقفاً تطلب منا رداً ولكن ولعجز يصيب قدرتنا الكلامية، فإننا لا نجد من الكلمات ما يسعفنا فيمسح على رأس الموقف، ويربت على ظهره؛ ليهدأ فنهدأ معه سوى ذكر ذات الكلمات (كل عام ونحن بخير) وإن كان بشكل ساخر يسخر من الموقف كله، خاصة وأن الوضع يكون مختلفا حينها حيث انها لا تكون للتهنئة بـ (عيد) لم نكن ندرك موعده بالتحديد فكانت المفاجأة، ولكن للتعبير عن الصدمة التي تحط بأقدامها القبيحة على أرض واقعنا دون أن تسمح لنا بالرد بما يليق، وهو ما يكون مع مواقف لا يمكن بأن نصفها بـ (العادية)؛ لأننا وإن فعلنا فهو ما سيدل على أننا نعاني من مشكلة (ما)، لن تكون إن شاء الله، ولن نسمح لها بأن تكون، والدليل هو أني سأتقدم إليكم بهذا الموقف اليوم من باب السرد والبحث عن وسيلة فعالة للمعالجة، خاصة وأنه ذاك الذي لا يُعد سوى مجرد موقف من أصل جملة من المواقف الأخرى، التي لن أتطرق إليها هذه المرة، ولكن ولربما سأفعل في مرات قادمة، فإليكم هذا الموقف، الذي يتحدث عن التسول الذي ظهر كوجه جديد مؤخراً في مجمع تجاري، وتحديداً في (مصلى النساء)، الذي يعرض علينا ذات المشهد ولأكثر من مرة، ولكن مع اختلاف الطابق الذي يضم المصلى، وهو لسيدة تسرد ذات القصة كل مرة ولكن على ضحية جديدة، للأسف ترغب بالأجر والثواب، فلا تسمح لعقلها بالتفكير ملياً بها، وهي تلك التي تبدأ حديثها عن العمل وعن حاجتها إليه، ولكنها تُنهي كل ذلك بطلبها للمال، الذي لن نبخل به كمساعدة أبداً فنمنعه، ولكننا سنقف وبشدة؛ لنمنع النصب والسلب، وما يجري بحقنا من استغفال وإن سمحنا به إلا أن ذلك لا يعني استمراره. حين وقفت ذات مرة ومنذ فترة تسبق رمضان وتقدمت إلي تلك السيدة كنت منهمكة بـ (مبارك ابن أخي) فسردت قصتها التي تأثرت بها (صراحة) ولم أتمكن حينها من السماح لعقلي بالتفكير بأي شيء سوى مساعدتها (وإن كانت مساعدة مؤقتة كانت؛ لتنقذ الموقف) ولكنه ما لم يغب عن ذهني فيما بعد وإن غابت ملامحها تلك السيدة، التي وما أن سمعت من أختي وبعد مرور فترة زمنية قصيرة وهي تتحدث عنها حتى أدركت بأنها هي بكل تفاصيل قصتها التي تحدثت فيها عن مرضها ووضعها هي وأطفالها، ولم تكن تلك القصة؛ لتقدم لنا مشهداً جديداً سوى ذاك الذي أظهر كذبها، حيث أكدت أنها زائرة وسترحل بعد شهر فقط، ولكن هيهات أن ينتهي ذاك الشهر الذي امتد من تلك اللحظة حتى يوم أمس الأول حين صادفتها صديقة أخذت منها المقسوم أيضاً، دون أن توقفها؛ لأنها وبكل بساطة لم تكن لتعلم بتلك القصة، التي لا نحارب بها ومن خلالها من هم بحاجة إلى المساعدة الحقيقية، ولكننا نحاول محاربة تلك الوسيلة التي يتبعها البعض مستغفلا بها الآخرين بشكل مقزز، يُحملهم فيه على المساعدة، ويخرج لنفسه منهم بـ (كنز) يعيش منه وعليه، ولا نعلم إلى متى سيستمر على وضعه، وما إن كان سيتوقف أصلاً؟ لقد هذبنا ديننا الإسلامي الحنيف، فتميز قلب المسلم بحيز لا بأس به من المشاعر الإنسانية النبيلة، التي تحركه في العديد من المواقف، فيندفع معها نحو الكثير من التصرفات التي ولربما لن يُعيد النظر فيها، فكل ما يرجوه هو الأجر والثواب، وتقديم المساعدة للآخرين، والحق أننا وإن اختلفنا من حيث موقفنا وذاك الحيز، إلا أننا وفي نهاية المطاف نعود لنساعد ونعطي ونقدم والمحرك الأساسي لكل ما نفعله هو ما نحمله من مشاعر، لابد وأن نحافظ عليها دون أن نسمح للآخرين بالعبث بها، وحديثنا اليوم وما دار بيننا، لا يسلط الضوء فقط على هذه المشاعر، ولكن على من يستغلها؛ ليخدم مصالحه الخاصة وفي المقابل؛ ليُحدث بذلك خللاً سيعبث بالمجتمع وإن كان ذلك على المدى البعيد، حيث سنحتاج إليها المعالجة الحقيقية التي كنا لنتجنبها إن بدأنا بها من الآن. إن ما قد وفره لنا ديننا الإسلامي الحنيف، وما أمرنا به يحافظ على كرامة الأفراد، وسلامة المجتمع، ولكنه ما يحتاج إلى تفاعلنا معه، وحرصنا على الأخذ بكل ما جاء به، وتكاتف الجميع على هدف تحقيق ذلك الهدف؛ للفوز بمجتمع خالٍ من العيوب والشوائب بإذن الله، وهو ما نحاول القيام به وإن اختلفت الخطط، التي ستنصب وبفضل من الله في قالب سيخدم الجميع، وحتى نلتقي ومزيد من الخطط نسأل الله التوفيق للجميع، وليرحمك الله يا أبي.