10 سبتمبر 2025
تسجيلنجحت المنظومة الطبية في دولة قطر بتوفيقٍ من الله في إيقاف تزايد عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا، واتجاه مؤشر الإصابات إلى الأسفل، وذلك باتخاذ إجراءات عدة بالتعاون مع وزارات الدولة المُختلفة، وتضافر تلك الجهود في كبح لجام انتشار الفيروس، ومن نتائج ذلك عودة الحياة بشكل مُقارب إلى سابق عهدها مع وجود قيود قليلة. وفي ظل الجائحة وتراجع فيروس كورونا محلياً والتحصن من الفيروس من بعد الله عز وجل بأخذ اللقاح، فقد قام الكثيرون بالشروع إلى السفر إما للسياحة أو غيرها، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن عدد الحالات المحلية في المجتمع أصبح أقل من عدد الحالات للعائدين من السفر وهذا ما جعل الكثير يتساءل كيف ظهرت هذه الحالات على الرغم من وجود الفحص قبل صعود الطائرة!. إن الفحص المُلزم الخاص بفيروس كورونا على العائدين من السفر أوجب على المُسافر أن يقوم بالفحص قبل موعد السفر بحد أقصى حُدد بـ ثلاثة أيام أو أقل، وظهور الحالات في العائدين من السفر قد يكون بسبب إصابة العائد من السفر بالفيروس قبل يوم العودة أو في ذات يوم العودة، إذا المُسافر ورقياً هو سليم ولكن جسدياً هو مصاب بالفيروس، وعليه يُفضل قيام الجهة المُختصة بإلزام الحجر الصحي المنزلي لمُتلقي اللقاح على الأقل لثمانية وأربعين ساعة "يومان" كنوع من الضمان والأمان المُجتمعي. والأمر الآخر الذي يهدف إليه المقال بشأن الأشخاص العائدين دون فحص طبي!، فعلى الرغم من تخصيص مُستشفيات في الخارج مُعتمدة من قبل وزارة الصحة القطرية فإن هُناك من هذه المُستشفيات تقوم بإصدار شهادة فحص طبي تُثبت خلو الشخص من فيروس كورونا ولكن دون فحص طبي وذلك بمُقابل مالي!. وقد اطلعت شخصياً على حالات قامت بشراء الشهادة الطبية، مما جعلني في شكٍ من الأمر عند عودتي في رحلتي الأخيرة التقيت بشخصٍ كان في أغلب فترات الرحلة في حالة من السعال والزكام الشديد، فقد يكون هذا الشخص مُصاباً ولكن استخدم الحيلة لركوب الطائرة. (لا ضرر ولا ضرار) إن هذا الحديث الشريف عظيمٌ في أمره، فالمسلم واجب عليه المحافظة على النفس من إصابتها بما يُضرها والابتعاد عن مواقع الخطر، كما يجب عليه المحافظة على المجتمع من أي خطر قد ينقله إليه بقصد أو دون قصد، فعندما يقوم الشخص باستخدام فحص طبي "مُزيف" لصعود الطائرة فهو يدخل في دائرة الإضرار بالغير، وذلك لتساهله في مخالطة المجتمع وهو يحمل نسبة من التوقع في إصابته بالفيروس، كما أن الضرر قد يوقعه على عائلته وأطفاله، وقد يُصاب بهذا الضرر كبار السن وأصحاب الأمراض المُزمنة المرافقون معه في ذات الرحلة، فهو شرعاً والعلم عند الله مُحاسب على أي ضرر قد ينقله إلى الغير. •الأسباب قد تكون أحد تلك الأسباب الداعية للقيام بالفحص "المزور" الخوف من عدم تمكن الشخص من العودة وقضاء فترة الحجر في الدولة التي قضى الإجازة فيها، والأمر الذي قد يبلغ في صعوبته بشكل أكبر هو تواجد هذا الشخص مع أفراد عائلته وأطفاله، فعند تبيان إصابة أحد أفراد العائلة هُنا تُجبر تلك العائلة على المكوث طوال فترة الإصابة في الخارج مما يترتب عليها تكاليف مالية تشمل الإقامة، تذاكر، مأكل ولا يخلو الأمر من العامل النفسي السيئ. •الحل يصعب تواجد حل لهذه المعضلة، وقد تكون هذه المُخاطرة هيّ ضريبة السفر في ظل تواجد جائحة كورونا في العالم، كما أن الدولة ليس من مسؤولياتها توفير كل شيء للمواطن في الخارج في ظل "الجائحة"، كما ليس من المنطق أن توفر الدولة الإقامة والمأكل والمشرب للمصاب وعائلته طول فترة الحجر في الخارج إلا في شأن الحالات الطارئة والإصابات وغيرها غير المعنية بالحجر في شأن فيروس كورونا كما هو معمول به كواجب من الدولة بمراعاة المواطنين في الداخل. إن على كُل فرد في المجتمع أمانة مُجتمعية، وإن هذه الأمانة ليست اختيارية بل هيّ واجب شرعي وواجب مجتمعي وواجب أخلاقي وجب الأخذ به دون أي تقصير أو تساهل، فقد يكون حبُ الشخص للعودة لعائلته ولمجتمعه هو ذاته سبب في الإضرار بالعائلة والمجتمع. أخيراً اجعل نصب عينيك أيُها العائد من السفر هذا الحديث الشريف للرسول محمد صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضِرار). لا أراكم الله مكروهاً وحفظنا وإياكم من هذه الجائحة، ونسأله تعالى فرجاً قريباً. bosuodaa@