23 سبتمبر 2025
تسجيلمع اقتراب نهاية الوجود العسكري الأجنبي في أفغانستان، بما في ذلك انسحاب الجيش الأمريكي، الذي رافقه تصعيد في الوضع الميداني، بدأت تنشط الأطراف الدولية والإقليمية صاحبة المصلحة في استقرار أفغانستان في حراك دبلوماسي متسارع من أجل دفع جهود التسوية الشاملة في البلاد، والعمل على تجنيب الأطراف الأفغانية مخاطر الانزلاق نحو حرب أهلية تغرق الشعب الأفغاني في المزيد من المعاناة، وتهدد الأمن والسلم الدوليين. وفي هذا الإطار كانت الدوحة قبلة للمبعوثين الدوليين، حيث استقبل سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أمس، سعادة السيد زلماي خليل زاده، المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان، الذي يزور البلاد حالياً، كما استقبل سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الأحد، سعادة السيد جان أرنو، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لأفغانستان والقضايا الإقليمية، فضلاً عن اللقاءات التي أجراها سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، في كابول مع مختلف الأطراف الأفغانية، وفي إسلام أباد مع المسؤولين الباكستانيين. كل هذا الحراك السياسي والدبلوماسي النشط، هو تعبير عن حرص دولة قطر التي تستضيف مفاوضات السلام بين الأطراف الأفغانية، والتزامها بتشجيع الحوار بين الأشقاء في أفغانستان، والعمل على تسهيل محادثات السلام حتى الوصول إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة في أفغانستان، خصوصاً وأن كل الأطراف تدرك أنه لا حل عسكرياً للأزمة وأن التفاوض على تسوية هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام. إن دولة قطر التي تمتلك رصيداً كبيراً في سجل الوساطات الناجحة، لديها الإرادة والرغبة والحرص على مساعدة الأطراف الأفغانية للتوصل إلى اتفاق يضع حداً للحرب ويحقق الاستقرار، ويضمن أمن ووحدة وسيادة أفغانستان وسلامة أراضيها، بما ينهي معاناة الشعب الأفغاني ويحقق تطلعاته.