17 سبتمبر 2025

تسجيل

قوة المال

13 يوليو 2020

يضحك على نفسه من يقول بأن المال ليس كل شيء، بل بدونه ليس هناك شيء، فالمال موصوف بأنه ما زين الحياة الدنيا، فبه تطيب النفوس، ويبتسم صاحب الوجه العبوس، وإذا انقطع اختلت مختلف الموازين، وهو العجلة المحركة لأكثر الأشياء، والعمود الفقري للتنمية. فبالمال تستطيع أن تتزوج ما شئت من النساء، وبالمال تسكن القصور والفلل، وتطيب العلل، وبه تستطيع أن تركب اليخوت والسيارات الفارهة والطائرات الخاصة، وبه تكون صاحب مكانة اجتماعية مرموقة. ويكون لك شأن حتى ولو كنت لا تساوي جناح بعوضة!، ومن أجله تُباع الضمائر، وبسببه تتغير المواقف في ليلة وضحاها، وهو المحرك للمؤامرات ومغذي النزاعات، ومشتري الولاءات، ومُخرب الاتفاقيات، وهو أكبر سبب للحروب وغزو الدول، وهو المحرك للأساطيل العسكرية. وبه تُشترى الشهادات، وتكون صاحب مكانة علمية، وبه تُشترى الذمم، وتحرك به الهمم، وهو المبرر للسرقات وخيانة الأمانات، وهو بعد الله سبب الحياة الكريمة للناس. وهو ما يرسم على الوجوه الحزن أو الابتسامات، وهو ما ينتظره الناس بفارغ الصبر، ويتمنون بأن يمضي بسرعة الشهر، وهو ما يحل بعضاً من عقد ضغوط الحياة، ويُلبي طلبات الأسرة وهات وهات. وهو ما أنهى مسيرة قُبح الوجوه من شَد ونفخ ورسم معالم جديدة للجمال، وهو ما أعان على خراب العالم العربي، وأصبح السلام في ربوعه مثل السراب، كلما تقترب منه يبعد بعيد. وهو ما كان سببا في إصابة الحمقى بجنون العظمة، وأعطاهم حجما أكبر من حجمهم، فهم شر كل بليَّة وسبب مباشر لكل أذية في العالم العربي وأفريقيا، وهو سبب التسلط على رقاب البلاد والعباد. وهو ما أدخل الناس السجون، وجلب للبعض الصحة أو الجنون، وهو ما يُقرب الإنسان إلى ربه بعمل الخير، ويمهد طريقه للجنان بأمر الرحمن، ويبعد وساوس الشيطان. وهو موصل الى النار وغضب الجبار، إذا وقع في أيدي الأشرار، وهو ما خرب الديار أو كان سبب الاعمار، ومن أجله تاه شباب العرب في أعالي البحار، وفراق الأهل والدار، وكان مصيرهم الغرق. وهو سبب رئيسي للكذب والنفاق وهو الهدف الأسمى للشعراء، ومن أجله في كل وادٍ يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، ومن أجله فات الكثيرات قطار الزواج وهن ينتظرن الثري. وبسببه تزدهر وتكثر الوظائف ولا أحد من الاستغناء عنه خائف، وهو سبب الفساد ومن أجله ساد الظلم الأرض، ومن أجل عينه تفتح المجالس، وتقام فيها الولائم، وبسببه فسخ بعض علماء المسلمين جلودهم. والسلام ختام [email protected]