19 سبتمبر 2025
تسجيلأعلن جيش النظام السوري للمرة الثانية تمديد التهدئة في كامل أنحاء سوريا لمدة 72 ساعة، وهو إعلان وهمي ومثير للسخرية في نفس الوقت، لأنه ومنذ إعلان الهدنة الأولى لم تكف قوات النظام هذه عن عمليات القتل والتدمير في مختلف مناطق سوريا، فيما تدور معارك عنيفة في مدينة حلب التي باتت مهددة بكارثة إنسانية، كما تشتعل باقي الجبهات كما هو الحال في حمص وحماة (وسط) واللاذقية (غرب)، وتشهد درعا (جنوب) هدوءا حذرا. الأمم المتحدة أعربت عن بالغ قلقها إزاء تصاعد القتال داخل وحول مدينة حلب وما يشكله من خطر على حياة المدنيين الذين يجدون صعوبة في عبور طريق "كاستيلو"، المنفذ الوحيد إلى شرق المدينة، وأوضحت المسؤولة الإعلامية الأممية أن ما يقدر بنحو 300 ألف شخص من المتواجدين في شرق المدينة يعتمدون على طريق "كاستيلو"، الذي يتيح تدفق الإمدادات الإنسانية والسلع التجارية، وتنقل المدنيين، وقد بات هذا الطريق اليوم في مرمى نيران قوات وطائرات النظام.الأزمة القائمة تنذر بكارثة حقيقية في حلب لاتقل خطورة عن كارثة مضايا وغيرها من المدن المحاصرة التي يموت فيها المدنيون جوعا ومرضا تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي، في حين ينزع النظام إلى أساليب المراوغة والهروب إلى الأمام والدعايات الكاذبة من قبيل إعلانات التهدئة الوهمية ونحوها، ومن دون تدخل دولي فاعل ستكون تداعيات هذا السكوت قاتلة ومخجلة بحق آلاف المدنيين في حلب وغيرها من المدن المحاصرة.