14 سبتمبر 2025

تسجيل

البراءة من العنف والتطرف

13 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); برغم كلِّ التهيج الإعلامي والتحريض العالمي الذي تمارسه دوائر مفضوحة النوايا تجاه الإسلام ومحاولة اتهام جماعاته ودعاته بالتطرف والعنف ، إلا أن السواد الأعظم الذي يمثل التيار الأساس في هذه الأمة يرد هذه التهم ويبرأ منها مستندا في ذلك على :(1)مرجعية إسلامية واضحة ترفض العدوان وتذمّ الغلو قال تعالى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة 8. (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة 190 (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)البقرة 143 (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)المائدة 77 وفي الحديث الصحيح (إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ ) بل إن الإسلام ليدعونا حتى في حالات الصراع إلى استبقاء أسباب المودة في القلوب عسى أن يأتي على الناس زمان تتجتمع فيه النفوس على الود (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) الممتحنة 7 . (2)كما يستند التيار الإسلامي الأساس في مدافعة التهم التي يوجهها إليه خصومه بإنتاج فكري كثيف يؤكد على : • أن الاختلاف الفكري والحضاري حقيقة من حقائق الحياة ، وسنة من سنن الاجتماع البشري لا سبيل لانكاره أو تجاوزه (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)التغابن 2• وأن الحوار بالتي هي أحسن هو السبيل الأجدى لتمحيص الحقائق وحل المشكلات• وأن التعايش السلمي بين الحضارات والثقافات والأديان أمر ضروري ، وممكن متى ما صدقت العزائم.• وأنّ غاية ما يطلبه الدعاة أهل الاعتدال والتوسط من الأنظمة الحاكمة أن تتيح لهم فرصة الدعوة والبيان والمشاركة في الحياة ليعرضوا بضاعتهم وأفكارهم على الناس، ويدعوهم بعد ذلك وما أرادوا (وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) الدخان 21، وهذا المطلب الذي يبدو سهلا ومنطقيا وعادلا تنتصب أمامه عقبات كؤدد وتحاك ضده مؤامرات لأسباب معلومة. (3)ومن الحجج التي يبرر بها التيار الإسلامي العريض موقفه الرافض للعنف والغلو أنّ التجربة العملية أثبتت أنّ أجواء الحرية والسلم والموادعة التي يشيع فيها الأمن وتحفظ فيها الحقوق وتعظم فيها الحرمات هي أنسب الأجواء لتبليغ رسالة الإسلام وإظهار حجته.وقد علمنا من السيرة النبوية المباركة أنّ عدد الذين دخلوا في الإسلام بعد صلح الحديبية أضعاف عدد الذين كانوا فيه من قبل ، وهذا وجه من أوجه الفتح الذي وصف الله به ذلك الصلح المبارك، كما تطالعنا السيرة المباركة بمواقف كثيرة آثر فيها النبي صلى الله عليه وسلم تسكين العداوت وتأليف القلوب ودرء أسباب القطعية ، ومن ذلك قوله صلوات الله وتسليماته عليه يوم الحديبية (والذي نفسي بيده لا يسألوني اليوم خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها) فأهل الإسلام المعتدل واثقون بإذن الله أن شيوع قيم الاستقرار وتعزيز المشتركات والتوافقات الجامعة مع المخالفين لهم ثقافيا وحضاريا لن تكون خصما على مشروعهم ، بل ستزيدهم قوة إلى قوتهم،والشواهد قائمة متواترة على أن الإسلام ينتشر اليوم في البيئات المستقرة أكثر منه في مناطق التوتر والنزاعات التي ربما تجد فيها مذاهب أخرى سوقا تتاجر فيه بالدماء والأشلاء!.(4)ومن الحجج الواقعية التي يسوقها تيار الإسلام العريض وهو يدفع عن نفسه تهمة التطرف والعنف ، أن الظلم والبطش الذي مارسته الانظمة المستبدة -وبمباركة من الغرب قطعا-على فصائل من التيار الإسلامي كان كفيلا بأن يشعل المنطقة كلها بالفوضى والتوتر والاحتراب إلا أن التيار الإسلامي العام عصمه الله من الانزلاق في وهدة العنف ، وألهمه حكمة تجاوز بها المرارات والخصومات ، إدراكا أيقن به أنّ السعي لهداية الناس والصبر على تعليمهم الخير أولى من حربهم وقتالهم ، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا وَجَّهَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَى خَيْبَرَ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ؟ ، قَالَ : " انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا وَاحِدًا ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ