16 سبتمبر 2025

تسجيل

تحرك متأخر

13 يوليو 2014

الدعوات والنداءات للتهدئة بين دولة الكيان الصهيوني والفلسطينيين التي جاءت بعد سبات عميق تظهر بوضوح تواطؤ المجتمع الدولي لمحاولة اجتثاث المقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني المحاصر، والتي أثبتت قدرتها على إحداث توازن الرعب، وفرض إرادة حرة في مواجهة جيش مجهز بكل الأسلحة الفتاكة.ويبدو أن العالم أفاق بعد سقوط أكثر من 150 شهيدا وما يقرب من ألف جريح حتى الآن، ليبحث عن فرض هدنة، حيث طالب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج بفرض هدنة على "الصراع الدائر الآن في غزة نظرا لتزايد أعداد "الضحايا"، معلنا عن مباحثات يعتزم اجراؤها اليوم مع نظرائه الامريكي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس والالماني فرانك فالتر شتاينماير، وتلي ذلك بيان مجلس الامن الذي طلب العودة الى اتفاق التهدئة الذي ابرم عام 2012 .. وأعقب ذلك اعلان الجامعة العربية عن عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية يوم غد الاثنين. غير ان هذه التحركات تثير سؤالا حول كم من الوقت والضحايا يحتاج العالم في كل مرة لينهض بمسؤولياته فقط في حفظ الامن والسلم الدوليين، ناهيك عن التحرك لمعاقبة المعتدي ومحاسبة الكيان الصهيوني على المجازر وجرائم الابادة التي يواصل ارتكابها دون خوف من عقاب أو حساب.إن التحرك المتأخر للمجتمع الدولي يظهر عجزا تاما إزاء الكيان الصهيوني في كل جرائمه، كما يظهر استهتارا صهيونيا بكل قواعد النظام الدولي ومقررات الأمم المتحدة على مدى اكثرمن 60 عاما، فآلة القتل الصهيونية التي تدعمها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لا تتوقف عن سحق الفلسطينيين وهدم بيوتهم وتهجيرهم القسري؛ ما يدفع للتساؤل عن قيم العدالة التي تنادي بها الأمم المتحدة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.المطلوب من العالم الحر، وعلى رأسه مجلس الأمن والأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية، وضع حد للاعتداءات الصهيونية ومعاقبة هذا الكيان وتقديم قادته للمحاكم الدولية بجرائم الحرب التي يرتكبونها الآن في غزة، لا الاكتفاء بالدعوات الخجلى للتهدئة، وإلا فسيتكرر العدوان في كل مرة.