14 سبتمبر 2025

تسجيل

فمن نكث فإنما ينكث على نفسه

13 يوليو 2013

• قوله ( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) أى على أمتك لقوله تعالى  " ويكون الرسول عليكم شهيدا "  ( ومبشرا ) على الطاعة ( ونذيرا  )على المعصية  . • قوله ( لتؤمنوا بالله ورسوله ) الخطاب للنبى – عليه الصلاة والسلام – ولأمته ( وتعزروه ) أى تقووه بتقوية دينه ورسوله  ( وتوقروه )  وتعظموه  ( وتسبحوه ) وتنزهوه أو تصلوا له من السبحة  ( بكرة وأصيلا ) غدوة وعشيا , عن ابن عباس – رضى الله عنهما –صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر . • قوله ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) أى على قتال قريش تحت الشجرة ومبايعتك إنما هى مبايعة الله عز وجل لأن المقصود توثيق العهد بمراعاة أوامره ونواهيه . • وقوله ( يد الله فوق أيديهم ) المعنى لأن عهد الميثاق مع الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كعقده مع الله تعالى من غير تفاوت بينهما كقوله تعالى " من يطع الرسول فقد أطاع الله " وإنما يبايعون الله لأجله ولوجهه . • وقوله ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) أى فمن نقض عهده فإنما يعود ضرر نكثه على نفسه  ( ومن أوفى بما عاهد عليه الله ) أى ومن وفى بعهده  ( فسيؤتيه أجرا عظيما ) هو الجنة . • قوله ( سيقول لك المخلفون من الأعراب ) وهم أعراب غفار ومزينة وجهينة  وأشجع وأسلم واالديل تخلفوا عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين استنفر من حول المدينه من الأعراب  وأهل البوادي ليخرجوا معه عند إرادته المسير إلى مكة عام الحديبية معتمرا حذرا من قريش أن يتعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت , وأحرم عليه الصلاة والسلام  وساق معه الهدى ليعلم أنه لا يريد الحرب , وتثاقلوا عن الخروج وقالوا نذهب الى قوم غزوه في عقر داره بالمدينة  وقتلوا أصحابه فنقاتلهم , فأوحى الله تعالى إليه عليه الصلاة والسلام  أنهم سيعتلون ويقولون ( شغلتنا أموالنا وأهلونا ) ولم يكن لنا من يخلفهم فيهم ويقوم بمصالحهم ويحميهم من الضياع  ( فاستغفر لنا ) الله تعالى ليغفر لنا تخلفنا عنك  حيث لم يكن ذلك باختيار بل عن اضطرار ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ) وهو استئناف لتكذيبهم في الاعتذار والاستغفار (قل ) ردا لهم عند اعتذارهم إليك بأباطيلهم  ( فمن يملك لكم من الله شيئا ) أي فمن يقدر لأجلكم من مشيئة الله تعالى وقضائه على شئ من النفع  ( إن أراد بكم ضرا) أى ما يضركم من هلاك الأهل والمال وضياعهما حتى تتخلفوا عن الخروج لحفظهما ودفع الضرر عنهما  ( أو أراد بكم نفعا ) أى ومن يقدر على شئ من الضرر إن أراد بكم ما ينفعكم من حفظ أموالكم وأهليكم فأى حاجة إلى التخلف لأجل القيام بحفظهما – وهذا تحقيق للحق ورد لهم بموجب ظاهر مقالتهم الكاذبة  وتعميم الضر والنفع لما يتوقع على تقدير الخروج من القتل والهزيمة والظفر والغنيمة يرده قوله تعالى ( بل كان الله بما تعملون خبيرا ) فإنه إضراب عما قالوا وبيان لكذبه بعد بيان فساده على تقدير صدقه  أى ليس الأمر كما تقولون  بل كان الله خبيرا بجميع ما تعملون من الأعمال التي من جملتها تخلفكم وماهو من مباديه .