11 سبتمبر 2025
تسجيلجسدت ما سميت بفعاليات استكمال ثورة يناير في مصر بعد غياب طويل روح العائلة المصرية عندما شهد العالم افطارا جماعيا لملايين من الناس، في مكان واحد ووقت واحد، يتناولون افطار رمضان على مائدة الرحمن في الهواء الطلق بميدان التحرير وميدان رابعة العدوية وعدد من الميادين الاخرى في القاهرة وغيرها، تمسكا بثورتهم التي يريدون الوصول بها الى بر الامان خشية انحرافها او خروجها عن الاهداف المصرية الشعبية التي قامت من اجلها، وبذلك أعطى المصريون امس مثالا للعائلة المتآلفة المتوافقة المتجانسة ممزوجة بشكل خاص بروح رمضان ومقاصده واهدافه وقد جسد ملايين المصريين ذلك بتناولهم وفي وقت واحد وفي الهواء الطلق افطار رمضان. هذه الروح هي التي ستتمكن من اخراج مصر من وعكتها الحالية التي جعلت كل المصريين يخرجون من اجلها سواء ما سمي بـ"مؤيدي الشرعية الدستورية" او اخوانهم من "مؤيدي الشرعية الثورية" وكلهم يسعى الى مصر جديدة موحدة ومتآخية.. حرة وديمقراطية. لقد تابع العالم بأكمله امس اكبر افطار جماعي في رمضان بالهواء الطلق شهدته مصر بعاصمتها ومدنها حيث ملأت الميادين وكلهم على قلب واحد سواء من هؤلاء او من اولئك ليجسدوا الروح المصرية روح العائلة الواحدة وليعيدوا الطمأنينة الى نفوس العرب الذين تابعوا بقلق الايام الاخيرة التي شهدتها مصر وقلوبهم ترتجف خوفا من انتهازيين او مندسين او من لايريدون بمصر وشعبها الخير والوصول الى الديمقراطية والحرية والتقدم. اننا كعرب ندعوا الله ان يجنب مصر والمصريين كل سوء او فرقة فـ"الاختلاف" يجب ألا يتحول الى "خلاف" وبالتالي الى صراع يتطور الى سفك للدماء كما حدث منذ ايام وكلنا نتضرع الى الله ان يجنب مصر وكل الدول العربية مايريده لها اعداؤها من مساوئ ومخاطر قد تؤدي الى اوضاع ومواقف لاترضي اي مصري غيور على مصر وعلى العائلة المصرية. وكما حمل امس البشرى من ميادين المدن المصرية فان هذا الشعب المتآلف المتوافق في هذه الميادين اكد ان مصر لن تكون أبدا مصر القتل والتدمير وان اصعب الامور يمكن تسويتها بالحكمة وعقلانية ومصر لاتخلو من الحكماء والعقلاء الذين بامكانهم انتهاز هذا الشهر الكريم ليشحذوا الهمم وصولا الى اتفاق يرضي الغالبية العظمى من الشعب المصري او العائلة المصرية وهذا ما يتمناه لها كل مخلص من العرب والمسلمين خصوصا في هذا الشهر الفضيل بعد ان استبشرنا خيرا امس بمصر كـ"عائلة" عادت الروح اليها من جديد.