10 سبتمبر 2025
تسجيلمن الدارج أن تُستنكر العلاقات المبنيّة على (المصلحة)، ومن الرائج أن نرى أن فكرة (المصالح) في العلاقات ممجوجة عند عامة الناس ! ذلك اللَبس نتج من المفهوم المقصود لمعنى (المصلحة) حيث يُقصد غالباً (الاستغلال) ! وفرقٌ بيّن شاسع بين تبادل المصالح والمنافع بين الناس، وبين الاستغلال . ولا أستغرب ذلك التفسير، لأن أغلب مشاكل الرأي تأتي من اختلاف مفهوم المصطلحات مدار النقاش ! لذلك أجد أنه ليس من الشائن- أبداً- أن تقوم العلاقات الإنسانية عامةً على المصلحة وتبادل المنفعة، بل هي غالباً أصل نشأتها ومدار وجودها . فكل علاقة (نقرر) اختيارها هي في حقيقتها تلبي احتياجات، وتمنح فوائد، على المستويات المادية والمعنوية الروحية والعقلية والجسدية والنفسية. ولكن من الجميل أن تتضح تلك النوايا لأصحاب العلاقة أنفسهم، حتى يكون الإنفاق فيها من سعة كل طرف، ويعرف كل منهما دوره وتوقعاته من ذلك الاقتران، ويسعى كل منهما للبذل فيها على بيّنةٍ من أمره. حتى إذا انتهى الغرض، وانقضت المصلحة لا تبقى في الروح شوائب العتب واللوم، أو الاستنزاف لطاقات الروح والاستنفاد لمقدرات النفس! تماماً ببساطة القول: (هذا فراق بيني وبينك)! وبفائدة: (اذكرني عند ربك) وبرقي: (إمساكٌ بمعروف أو تسريح بإحسان) فيكون الابتعاد -إن تم- بالطيب، والافتراق بإحسان، والرحيل على بيّنة مع حفظ الود وعدم نسيان الفضل لكل منهم. لحظة إدراك: من المنافع الراقية أن يتبادل المرء الحب والاهتمام، والعطاء والبذل، وأن يُسهم في ازدهار علاقاته بالأخذ والعطاء، وتبادل الإحسان بالإحسان. فلا تدوم إن استمرت إلا على الخير ولا تنتهي إن أفلت إلا بالفضل.