11 سبتمبر 2025

تسجيل

قصة سارق للدَين !

13 يونيو 2023

بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَل مُسَمى فَاكْتُبُوهُ) الى آخر الآية الكريمة. كثيرٌ منا يخجل أن يطلب توثيقا لذلك الدين، فمنهم من لا يطلبها للثقة وحسن الظن، ومنهم من يشعر بالخجل و»العيب» الاجتماعي إن طلب ذلك!. يذكُر أحد المشايخ الأفاضل قصة جميلة، صديقان هما أقرب للإخوة، يذهبون الى الجامع سوياً ويحضرون الدروس الدينية سوياً والثقة بينهما ثقة عمياء، ففي يوم ما اضطر أحدهما إلى طلب اقتراض للمال فذهب بلا شك إلى صديقه لطلب ذلك المال، فوافق وطلب منه ذلك الصديق «رهانا» لضمان الحق، فوافق الأول على الطلب، فطلب المدين أن يكتب له قطعة الأرض التي يملكها على سبيل الضمان بعقد بيع وشراء على أن يرجع الأرض للدائن عند إعادته للمال، وبعد مرور سنة قام المستدين بإعادة المال ولكن الدائن رفض ذلك وقال: هذه الارض قد اشتريتها وبيننا عقد، فأمامك القصر العدلي وله اربعة ابواب وفيه سبع محاكم فادخل من أي باب شئت واشتك لدى أي قاض شئت وإن كان لديك حق سأقدمه لك!. فشكى المدين لدى القاضي ولكن خسر ذلك الحق (الارض) بسبب عقد البيع والشراء!. فمرض بعد زمن الرجل الذي سُرقت أرضه وكان مهموماً لما حدث له من خداع وهو بهذه السن، فقال لابنه إن متُ وسرتم بنعشي من أمام دكان أخي «الذي استولى على الارض» فأوقف النعش وأعطه هذه الرسالة ليقرأها وهو ينظر إلى نعشي!. توفي الرجل ومرت الجنازة من أمام دكان الرجل المستولي على الأرض ووقف النعش كما طلب المُتوفى ودخل الابن فقال لصاحب الدكان هذا أبي فلان وقد أوصاني أن أعطيك تلك الرسالة فقرأها وفق طلبه وأنت تنظر إلى نعشه!. فكان مضمونها (أخي العزيز عندما كنا في دار الدُنيا طالبتك بأرضي فقلت لي اذهب الى قصر العدل له اربعة ابواب وفيه سبع محاكم، ادخل من أي بابٍ تشاء وادع عند أي قاضٍ تُريد، وأنا اليوم ذاهبٌ إلى محكمة قاضيها جبار السماوات والأرض فإذا استطعت أن تبقى في الدنيا فابق فلا بد أن تأتي يوماً ما إلى تلك المحكمة». فما كان من الرجل الا ان اخرج عقد البيع وأعاده إلى الابن وقال له هذه أرضكم وهي من حقكم وسأكتب الأرض باسمكم وأعيدوا إلي المال وقتما تشاؤون. إذاً من يفقد حقه في الدنيا فلا بد أن يأخذه في الآخرة فهناك محكمة العدل لا يوجد بها شهود زور ولا بها رشوة ولا بها كذب، نعود إلى الله عز وجل حفاة عراةً غرباء. (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) فماذا سيقول؟! عجباً من سارقي الحقوق وعجباً من ظنهم أن تلك الحقوق لن تكون عليهم وبالاً عظيماً. أخيراً لا تحزن عند خداعك وعند فقدانك لحق، فآنس حزنك بثقتك بالله عز وجل وأن الحق لابد أن يعود في الدنيا كان أو في الآخرة فهو عائد.