23 سبتمبر 2025
تسجيلالرجل الأول، قصير ذو شنب يشبه شنب هتلر، يلبس قبعة وبدلة، يركض في المشهد، ليدخل عن طريق الخطأ إلى قفص أسد، وبعد ذلك يغلق على نفسه الباب وهو يحاول جاهداً الخروج من القفص. هل عرفتموه؟. الرجل الثاني، يلبس بدلة بنية رسمية وربطة عنق حمراء اللون، تتوسط وجهه حبة خال تميّزه، يجد نفسه دائماً في مواقف غريبة ومحرجة أو مضحكة. ومن هذه المواقف، المرة التي يذهب فيها إلى شراء كرسي أخضر اللون، وبعض الحاجيات الأخرى التي يكدسها في سيارته (Mini) الصغيرة الخضراء، ويضع الكرسي فوق سيارته، ليجلس بعدها فوق الكرسي ويقود السيارة عبر تحريك بعض الحبال المربوطة بمقود السيارة، والضغط على دواسة البنزين في السيارة عبر المكنسة التي يمسكها. يستمر بطلنا في القيادة حتى يفقد السيطرة على السيارة ويدخلها عن طريق الخطأ إلى شاحنة وسادات! هل ميزتم هذا الرجل؟. الرجل الثالث اشتهر عن طريق عمل فيديوهات يسخر فيها من فيديوهات ناس آخرين يصعبون الأمور على أنفسهم. فمثلاً، نشر في حسابه فيديو لرجل يفقس البيض عن طريق ضربه في رأسه، فيرد عليه بأن يصور فيديو يفقس فيه البيض بيديه، أي الطريقة العادية المعتادة للناس!. الأكيد أنكم عرفتم جميع هؤلاء الرجال أو واحداً منهم على الأقل، أولهم اشتهر في بداية القرن العشرين، وهو تشارلي شابلن، وثانيهما اشتهر في نهاية القرن العشرين وهو شخصية مستر بين الذي قدمها الممثل روان أتكنسون، وآخرهم المؤثر الذي اشتهر في TikTok خابي، والذي لاقى شهرته في القرن الواحد والعشرين. جميع هؤلاء المشهورين أعرفهم ويعرفهم الملايين إن لم يكن أكثر، وجميعهم مضحكون. ولكن الشيء المشترك بينهم هم أنهم جميعا اشتهروا دون أن ينطقوا بكلمة!، جميعهم أضحكونا بوجودهم وحركاتهم وتواصلهم البشري مع المتابعين.ما أريد ايصاله لكم، هو أنه لا يلزم الإنسان أن يفعل الشيء العظيم كي يشتهر، البسطاء هم أقرب الناس إلى قلوب البشر، والأصالة هي ما تجذب الناس، لا يتحتم على المرء إذا ما أراد أن يصنع محتوى ما على وسائل التواصل الاجتماعي أن يسقط نفسه من طائرة مثلاً ويجعل الطائرة تتحطم في الجبال كي يشتهر كما فعل اليوتيوبر الأمريكي تريفور دانيال جايكوب. والآن قد يواجه عقوبة السجن بسبب ذلك!.وأنا لا أقصد بأن المحتوى ليس مهما بل على العكس، المحتوى مهم جداً بجانب الأسلوب الذي سيصل به هذا المحتوى إلى المستقبِل، ولكن ما أرمي إليه هو أنه يمكن للمحتوى أن يكون بسيطا وهادفا وجاذبا ومضحكا في آن واحد. يمكن للمحتوى أن يكون محترما وعفيفا ومشرفا، يمكن للمحتوى أن يصل للمتابع دون أن يكون خادشا للحياء أو وفيه جانب من الإسراف أو التعدي على الآخر. الناس تحب بساطة المحتوى وأصالة الشخص.. والأصالة تعني أن يكون الشخص هو نفسه دون أن تكون له حاجة أن يقلد غيره أو أن يتصنع فعل شيء ما لمجرد المشاهدات أو الشهرة.إذا كنت شخصا يريد أن ينشر محتوى ما، افعل ما يناسبك ولا تبتدئ بما هو أكبر منك. ابدأ بالمحتوى الذي يعجبك وإن كان بسيطاً، فالبساطة والأصالة هما ما يحبهما الناس. لا تبحث عن التعقيد، ولا تضغط على نفسك من أجل محتوى تتوهم بأن الناس يريدونه. الناس تطمح للبساطة والأصالة، فابدأ بها وجربها.