10 سبتمبر 2025
تسجيلكان وما يزال الإسلام هو النهر الخالد العظيم الصافي العذب الزلال الأوحد والذي سوف يطوف بأراضي الدنيا قاطبة في يوم من الأيام شاء من شاء وأبى من أبى، وسيقتلع في طريقه عناقيد الضلالة ويدخل القلوب المتعبة التي سكنتها أشباح الغفلة ويطردها منها وتلين من أثرة القلوب القاسية! فهو من جعل لمن تعلق بحبله المتين قيمة في الدنيا وراحة أبدية في الآخرة وثوابا كبيرا ولن يجد البشر لا أعظم ولا أجمل ولا أثمن منه، فهو الماضي والحاضر والمستقبل للبشرية وفيه حلول لمختلف علل البشر السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فمن لم يشرب من هذا النهر العظيم فلن يرتوي أبداً حتى ولو شرب من أنهار الدنيا فسوف يظل بداخله عطش لا يعرف له سبب، فكل الأنهار التي سبقت الإسلام تحولت فيما بعد إلى سراب مضى في سبيل حاله، فكل الأنهار التي سبقت الإسلام لم تبق على حالها بل لوثت وبُدلت طبيعتها وفقدت كامل عذوبتها ومياهها غير صالحة للشرب. فبعد أن تفجرت عيون مياه الإسلام العذبة من شبه الجزيرة العربية وبدأ جريان النهر العظيم لم يعد لتلك الأنهار الملوثة مكان سوى أنها مأوى للضالين والمضلين، فأبناء المسلمين هم أكثر من أكل من ثمار الإسلام الحلوة طيبة المذاق وهم أدرى بفوائدها من غيرهم ولكن للأسف الشديد ذهب لربما البعض من السفهاء منهم لكي يسدوا بعضاً من روافده ليعوقوا جريانه ويأكلوا من ثمار غيرهم وهي ثمار مرة وفاسدة ومؤذية ومن أكلها فسدت حياته الدنيوية والأخروية، بل البعض منهم أسرف في أكلها ولم يكتف من ذلك فحسب بل أخذ يشوه ثمارها الجميلة ويرميها بالحصى ويكسر غصونها المورقة ويقتلع شجرها الظليل التي زرعها وتعب فيها تعباً شديداً ذاك الكوكب الدُرّي المُشع المنير الذي لن تنجب النساء مثله صاحب العظمة الحقيقية في كل شيء والأخلاق! مرهف الحس جميل المُحيّا صاحب القلب الكبير والذي عفى عمن أساء له وهو في أوج قوته فلم يتذكر في تلك اللحظات إلا الصفح الجميل ونسي الانتقام ممن ظلمه فليس بغريب عليه فهو الرحمة المُهداة، فلقد أدى الأمانة ونصح لنا فما أعظمه - صلاة ربي عليه وتسليمه - بعد عظمة الله جل شأنه وتنزه عن كل نقص، فما ضره بعد الذي فعله للبشرية وأخلص لها والمكانة الرفيعة التي نالها من قول أحد الشياطين الذي ليس مستغرب عليه ما قال، فهو من الذين أشركوا، وموصوف من قبل رب العالمين بأنه أشد عداوة للذين آمنوا من غيره وموعود بالعذاب الأليم.