23 سبتمبر 2025

تسجيل

السلام في أفغانستان طريق لمنع الإرهاب

13 يونيو 2020

جاءت إدانة دولة قطر واستنكارها الشديدين للتفجير الذي استهدف مسجدا في العاصمة الأفغانية كابول أمس، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المصلين، لتؤكد موقف الدوحة الراسخ في رفض العنف والإرهاب أيا كانت دوافعه وأسبابه. فقطر تشدد دائما على الرفض التام لاستهداف دور العبادة وترويع الآمنين والأبرياء. وتبرهن تلك الأحداث الإرهابية أهمية السلام الشامل في أفغانستان، وكذا أهمية البناء على اتفاق الدوحة للسلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، لأن السلام فقط طريق هام لمنع العنف والإرهاب. ولعل ما يعطينا أملا كبيرا أن اتفاق السلام يمضي بشكل جيد بين الجميع، فقد أعلن أمس الرئيس الأفغاني أشرف غني، أن حكومته ستطلق قريبا سراح ألفي عنصر آخر من حركة طالبان، في تنفيذ كامل لبند الإفراج عن المعتقلين ضمن اتفاق السلام. وبالتالي تم حتى الآن إطلاق سراح 3 آلاف عنصر من طالبان، وذلك في إطار الاتفاق المبرم بين الحركة وواشنطن بالدوحة . وللقضاء على الإرهاب في أفغانستان، فإنه يجب العمل وفق منهج متكامل لمحاربة الظاهرة، يتسق مع ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي وحقوق الإنسان، وتعزيز التعاون بين الدول، وهذه الرؤية هي نفسها الرؤية التي تتبناها قطر في مساعدة الدول الأخرى للتعامل مع ظاهرة الإرهاب ومكافحته بشكل جذري. وبما أن هناك علاقة وثيقة بين الاستقرار ومكافحة الإرهاب، فإن الدوحة تحرص على إتمام إحلال السلام في الأراضي الأفغانية كاملة، من خلال تسهيل واستضافة المحادثات والحوار سواء بين الولايات المتحدة وطالبان، أو بين الفصائل الأفغانية ذاتها وصولا لأفضل حوار داخلي، وهو ما يخلق بطبيعة الحال بيئة من الأمن تمهد لإحداث التنمية والتقدم للشعب الأفغاني مستقبلا. وبصورة عامة تنطلق الثوابت القطرية لمكافحة الإرهاب من أطر ومفاهيم شاملة، وتقدم رؤية تنويرية وتثقيفية كاملة ضد البيئات الحاضنة للفكر المتطرف. كما أن تلك الرؤية تركز في التعامل مع الظاهرة على عدة أمور منها العمل الجماعي بين الدول، وتجفيف منابع الإرهاب، والسعي لوضع حلول للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى لا يقع الشباب في براثن الجماعات الإرهابية بحكم الاحتياج والعوز. وتلك الرؤية كانت محل إشادة وتقدير عالميين.