22 سبتمبر 2025
تسجيلبعد الهجوم الذي شنه الحوثيون على مطار أبها في جنوب المملكة العربية السعودية، يبدو أن حرب اليمن مع دخولها العام الخامس، في طريقها الى أن تنتقل الى مرحلة جديدة من التصعيد مع استخدام الحوثيين للمرة الاولى لصاروخ «كروز» الذي يتسم بقدرة كبيرة على المناورة ودقة عالية في إصابة الهدف. وبالعودة الى يوم 26 مارس/ آذار 2015، تاريخ إعلان انطلاق عملية عاصفة الحزم وتدخل تحالف السعودية والامارات في اليمن، لنتذكر لماذا بدأت الحرب وما هي أهدافها؟، حيث جرى الإعلان حينها أن العملية انطلقت لتحقيق هدفين أساسيين وهما: إعادة الحكومة اليمنية الشرعية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى صنعاء، وإزالة الخطر الأمني على الحدود السعودية. غير أن حصاد الحرب في عامها الخامس، يشير بجلاء إلى أن الحرب فشلت ليس في تحقيق الهدفين الرئيسيين وهما اعادة الشرعية وتأمين الحدود السعودية، بل جاءت حتى بنتائج عكسية، إذ انتقلت الحرب إلى داخل العمق السعودي ووصلت صواريخها وطائراتها المسيرة الى عاصمتي السعودية والامارات وهددت مصالحهما الحيوية. ومع كل ذلك، فإن أسوأ ما في هذه الحرب، هو أن الشعب اليمني يستمر في دفع أثمان غالية جراء استمرارها، حيث يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم بفعل العمليات العسكرية، تعكسها أرقام القتلى والمصابين والجوعى والنازحين وضحايا الكوليرا والنقص الحاد في التغذية المفزعة، فضلا عن الانتهاكات المرتكبة بما في ذلك الهجمات العشوائية، والاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب في السجون السرية والاعتداء الجنسي، وغيرها من الانتهاكات التي يصل بعضها إلى حد جرائم الحرب. كما كشفت الحرب عن أطماع سعودية وإماراتية في مناطق بعينها في اليمن، كما هو الحال في المهرة وجزيرة سقطرى والموانئ اليمنية، بجانب وحدة اليمن التي باتت مهددة، والتداعيات الخطيرة للحرب وتأثيراتها في زعزعة الأمن الإقليمي. لقد ظل موقف دولة قطر ثابتا من أزمة حرب اليمن، وعبرت عنه مرارا وتكرارا، وهو تأكيدها على دعم جلوس فرقاء الأزمة اليمنية معا إلى طاولة واحدة، لإيجاد حل سياسي يجلب الاستقرار للشعب اليمني ولليمن.