21 سبتمبر 2025
تسجيلرسالة السلام التي بعثت بها القمة التاريخية التي عقدت أمس بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة، أحيت الآمال من جديد بإمكانية الوصول إلى حل شامل لواحدة من أخطر الأزمات الدولية. إن قمة ترامب وكيم، التي تعتبر سابقة تاريخية، تبشر بإمكانية التحرك قدماً الى الأمام للوصول إلى اتفاق ملزم يتم بموجبه إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وهو أمر من شأنه إنهاء عقود من الصراع الذي دفع ثمنه مواطنو الكوريتين والذي نتج عنه تشتيت للعوائل منذ خمسينيات القرن الماضي، فضلا عن نشر حالة من الأمن والطمأنينة لدى الدول المجاورة لكوريا الشمالية. وليس هناك من شك، في أن هذا الاتفاق التاريخي بين واشنطن وبيونغ يانغ، ستكون له دلالة بالغة الأهمية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط التي يخشى الكثيرون من أن تتحول إلى ساحة للتسابق النووي. وبالتأكيد فإن مثل هذا النموذج للسلام الذي يعتمد تفعيل الوسائل والسبل السلمية لحلّ النزاعات والخلافات، سيشجع على احتواء حالة التصعيد الخطيرة الموجودة في منطقة الشرق الأوسط ويساهم في الحد من الطموحات النووية لدى جميع الأطراف في المنطقة. لقد عبرت دولة قطر في بيان أصدرته وزارة الخارجية عن ارتياحها لنجاح انعقاد اللقاء، وأعربت عن أمنياتها في أن تلي ذلك خطوات عملية لإحلال السلام المستدام في شبه الجزيرة الكورية، وهو موقف مبدئي ينظر بالكثير من التقدير لهذه النقلة النوعية والإنجاز الذي تم في جهود الحدّ من انتشار الأسلحة النووية حول العالم.