11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يخفى على أحد أن المنطقة تمر بأزمة خليجية لم تشهدها الدول العربية منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، كذلك فلم تحدث أزمة مماثلة بين دول مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه عام 1981، فالمجلس الذي أنشئ لأسباب عدة أبرزها مواجهة التهديد الإيراني آنذاك وتصدير الثورة الإيرانية، والحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي السابق وواشنطن وغيرها من الأسباب الجيوسياسية والاجتماعية، بقي عصيا وصامدا طيلة تلك السنوات على الكثير من الأزمات واختلاف وجهات النظر والتحديات التي كانت تلم به سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.لكن ما حدث في الأيام القليلة الماضية ضد دولة قطر من إجراءات وسياسات تصعيدية، سبقتها حملة إعلامية ممنهجة من قبل تلك الدول في واشنطن والعواصم المختلفة، وذلك بمساعدة مراكز بحثية ذات توجه يميني محافظ وآخر مؤيد لإسرائيل، ناهيك عن لوبيات النفط، ووسائل الإعلام التي قامرت وخسرت سمعتها الإعلامية وتاريخها الطويل لتكون ناطقا رسميا للحملة المعادية والمشوهة لصورة دولة قطر. ولذا ما يحدث اليوم هو إستراتجية مدروسة تستهدف استقلالية دولة قطر واستقلالية سياستها الخارجية وحقها السيادي المكفول في القوانين والأعراف الدولية.المثير للاستغراب والدهشة المواقف المتباينة والحائرة في واشنطن، فهنالك تصريحات متضاربة حول قطر، فبينما تتناغم تصريحات الخارجية الأمريكية والبنتاجون حول دور قطر وأهمية شراكتها ووقف التصعيد، نرى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقف في جهة أخرى مختلفة عن مؤسساته ويستدل على ذلك بتصريحاته الأخيرة وتغريداته حول دولة قطر والتي كانت رأيا شخصيا وعلى ما يبدو أنه رأي بٌني على آراء دول تختلف مع دولة قطر.أمر غير عقلاني بأن تتهم دولة قطر بدعم الإرهاب، بينما لم يرتكب أي مواطن قطري عملا إرهابيا على الأراضي أو الأجواء الأمريكية أو غيرها، ولم تدعم قطر داعش أو حتى تمهد لأيدلوجيات التنظيم والجماعات المشابهة، فقد شاركت قطر في التحالف الدولي ضد التنظيم، ووقفت مع الشعب السوري ضد داعش ونظام الأسد أيضا. أما ما يثار حول جماعة طالبان، فدور قطر كان يتمركز حول الوساطة بين الجماعة والحكومة الأفغانية وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة، ولذا وطيلة السنوات الماضية عملت قطر مع الدول والمنظمات الدولية حول قضايا الإرهاب. الاتهامات ضد قطر لا يمكن فهمها سوى أنها محاولة فاشلة لفرض الوصاية وتحقيق مآرب لا تمت بصلة لاستقرار المنطقة، كما يبدو أن هنالك تقاطعا بين مصالح شخصية ودورا لبعض القيادات التي غلبت مصالحها على الدبلوماسية وأسس ومبادئ السياسة الدولية المشتركة.