17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن ساحات المعترك الحضارى القادم ليست ميادين الاقتصاد أو الجغرافيا كما عهد الناس من التاريخ القريب، ولكنه تدافع وجود وصراع هوية ومبادئ. وليس من أسلحته الجندى والسيف والمدفع. ولكن أسلحته الإنسان بما يحمله من إيمان وأخلاق والتاريخ بما يحمل من تراث. صراع أفكار ومبادئ ومواقف. والفكر الصحيح لا تحصره فئة من البشر إدعاءً ولا تستأثر به أخرى افتراءً وليس من صفته نزعات اقصائية أو ميول انتقائية. الفكر الصحيح به دوما شئ من الحكمة على اختلاف في المقدار فيجب على المسلم الأخذ بها أنّى وجدها. فالفكر الإنسانى عموما فيه دوما عوامل الصلاح ولو قَلَّت وعلينا حينئذ أن نجليها ونوضحها. كما أن به عادة عوامل الضلال وإن كثرت وعلينا حينئذ أن ننقيها وننقحها. والفكرة قد تزداد صلاحا بملاءمتها ومواكبتها لظروف عصرها وقد تتغير وقد تتلاشى تماما بعد ذلك حتى لو طال بها الزمن. ودورات الأفكار والأعمال المترتبة عليها فى مجالها التطبيقى فى الحياة وإطارها الزمنى قد تقصر وقد تطول. والفكرة التى تثبت أن فيها صلاحا مع مرور الزمن تتضمن داخلها عوامل بقائها. والفكرة التى تفسد تعانى من النقص أو الجمود أو الإنحراف وتتضمن داخلها عوامل فنائها. وكل ما هو صالح من أفكار هو على هدى ويبقى ويثمر. والفكر السليم يقاوم عوامل الفساد بكل ما هو صالح ويبقى طالما تعهده الإنسان وانتقل به فى الأُطُر الزمنية مترقيا بها إثراءً وتطبيقا، لا ينحرف بها عن المنهج فيَضِل ويُضِل ولا ينقطع بها عن الترقى فتفسد. ولدينا المثل الكامل فى الفكرة الأم: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) فكرة التوحيد. اْنطلاقة الفكر الإنسانى بدأت بها. فتاريخ الفكر الإنسانى لم يبدأ بفلاسفة الإغريق كما هو شائع ولكن بدأ فى القرن التاسع عشر قبل الميلاد مع سيدنا إبراهيم. هو أول من أعمل فكره وناقش أول قضية ميتافيزيقية فى تاريخ الإنسان وبلور الفكرة الأم، فكرة التوحيد، وتركها أمانة لأجيال البشر المتعاقبة يسْمون بها وينحطون دونها. مسيرة العقل الإنسانى بدأت انبثاقا من التوحيد فكراً وستنتهى بالتوحيد يقيناً والرحلة بينهما، بين انبثاق الفكرة وتمام اليقين بها، هى مجال العمل والاجتهاد فى الحياة كما أنها مجال الإبتلاء. مجال ينتظم العلم كله ويحوى المعرفة كلها. وهذه هى الخلاصة النهائية لمسيرة عقل الإنسان.