19 سبتمبر 2025
تسجيلكشفت حادثة إطلاق النار في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، طول يد الإرهاب الدولي، ومدى إمكانياته العميقة في الضرب في أي مكان من العالم، دون أن يعبر ذلك عن دين أو فكر أو توجه معين بذاته. هذه العملية تؤكد أن الإرهاب بات كابوسا عالميا، مما يدفع إلى إدانة كافة أشكال العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والمبررات، كما تؤكد الحاجة إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمواجهة الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين في كل مكان في العالم. ومن هذا المنطلق، أكدت دولة قطر في أكثر من مناسبة أن مكافحة الإرهاب تشكل تحديا حقيقيا للمجتمع الدولي كافة، مما يحتاج إلى التنسيق والتعاون البناء من كافة الأطراف الدولية للقضاء على الإرهاب بمختلف أشكاله، وبما يتوافق مع الشرعية والمعايير الدولية وحقوق الإنسان، خاصة أن الإرهاب بكافة أنواعه ومرتكبيه أصبح من أبرز المخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين، ويشكل تهديدا مباشرا لحياة الأبرياء والمدنيين، ويزعزع استقرار الدول وأمنها ويعيق تقدمها الاقتصادي والاجتماعي. حادث فلوريدا الذي اعتبرته السلطات الأميركية "عملا إرهابيا"، وقبله اعتداءات باريس، وتفجيرات بروكسل، لا يمكن فصل بعضها عن بعض في التفسير والتأويل، والأمر الواضح والثابت حاليا، هو أن هناك خطرا داهما بات يهدد الأمن والاستقرار العالمي، وهو بحاجة إلى بحث جدي وعميق، سواء في أروقة الأمم المتحدة، أو بعقد قمة خاصة للوقوف أمام هذه الظاهرة والعمل على استئصال شأفتها.