26 أكتوبر 2025

تسجيل

لا تعتمد على مبدأ الغاية تُبرر الوسيلة

13 يونيو 2015

عادة يتطلب التنقل من مكان إلى آخر خفة في الوزن؛ كي يشعر المرء منا بحرية تامة تُمكنه من فعل ما عليه من مهام في كل مكان يصل إليه، حتى ومتى انتهى من عمله توجه لمهمته الأخرى بكل يُسر ودون أن يجد ما يعرقله أو يؤخر سيره، وهو ما يُمكننا قياسه على كل مكان نتواجد فيه مهما اختلفت أسباب تواجدنا، كبيئة العمل التي تتطلب منا التنقل فيها بين المهام بكل يُسر حتى نخرج بالنتائج المرجوة، التي نُعلقها على رقبة كل مهمة نُقبل عليها، والحق أن تحقيق ذلك يعتمد على تلك الصفحة التي ندون على ظهرها كل ما نقوم به من أعمال لابد وأن تتغنى بالابتكارات البديعة، التي تخضع لمبدأ الشرف، وليس مبدأ (الغاية تُبرر الوسيلة)، الذي ينجرف معه البعض حتى ليصل إلى أماكن يرجوها لنفسه ولكنه لا يقبل بها لغيره بتاتاً من حيث المخرجات التي سيحظى بها من جهة، ولن يقبل لنفسه بخوض ما قد مر به غيره بسببه من جهة أخرى، فيكون بذلك كمن ظلم الآخرين من أجل مصلحته، وقد كان منه ما قد كان بسبب ما يُعرفه بـ (المنافسة) التي لا ولن تكون شريفة بتاتاً، ولكنها تلك التي تضمن له مكانة يرجوها حتى وإن كان ذلك على حساب غيره، ويبقى السؤال هل يُبرر التنافس الغيرة المهنية؟ ونعني بهذه الأخيرة تلك الغيرة التي لا تخضع للأصول، وتبيح لصاحبها فعل ما يحلو له من خلف ستار ذاك المدعو (تنافس)، الذي يعكر أجواء العمل، ويخنق فرص خلق الأداء المتميز، الذي ينهض بالعمل قبل كل شيء.حين يتعلق الأمر بالتنافس فلاشك أن الموضوع يتناول العديد من الأطراف، وهو ما يعني أن النظر فيه يعتمد على الجميع ولا يستند إلى طرف واحد فقط، ويعني أيضاً أن العمل عليه ومن أجله يتطلب التعاون أولاً يعقبه التفكير الإيجابي في صالح العمل، الذي ستخرج نتائجه باسم الجميع بشكل عام، ثم ستُخصص للأكثر حرصاً على تقديم الأفضل بشكل خاص، والحق أن هذا التوجه الأخير هو ما ستقوم على ظهره الغيرة المهنية المرجوة، التي ستعمل كمُحرك لعجلة الإنتاج المبتكر، وستضمن بذلك نجاح العمل دون شك؛ لأنه ما سيكون مدروساً وسيسمح بنجاح سير العمل دون أن يعرقله، فهو ما تحركه الطاقات الحريصة على تميزه دون شك. حقيقة فإن سلك العمل لهذا المسار خير خطوة يمكن أن تكون، ولا تستحق وجود من يقف لها بالمرصاد، في حين أن التنافس غير الشريف والذي يُبرر لصاحبه فعل ما يُقبل وما لا يُقبل أيضاً هو ما يستحق الوقوف عليه، فهو وإن حقق من المكاسب أي شيء إلا أنه ما سيكون لفترة محدودة فقط، سرعان ما ستمضي؛ ليجد نفسه ومن جديد قد تورط بمصيبة جديدة يخرج من بعدها بتلك المكاسب التي ستُنسب له كما خطط منذ البداية، في حين أن حق من يقاسمه العمل سيضيع، وستصبح المسألة مسألة ضياع للحقوق العامة والخاصة؛ لتكون النتيجة من بعد ذلك خسارة فادحة سيتضرر بها العمل بعد أن يتعرقل ويتأخر كثيراً، والفضل كله لذاك التنافس الذي نحبه ونحتاج إليه في حياتنا إلا أننا نحتاج إلى تحديد مساره المُتبع فلا يقع الضرر منه أبداً، وبما أن اهتمام الزاوية الثالثة بالمنفعة العامة والخاصة المخالفة لذاك المدعو ضرر، فلقد حرصنا على تسليط الضوء على هذا الموضوع اليوم، على أمل أن يخرج الجميع بكل الفائدة المرجوة بإذن الله تعالى.من همسات الزاويةعبر عن نفسك، وجاهد كل الظروف التي تعوق ظهورك؛ كي تكشف كل ما لديك، فتنهض بعملك كما يجب وتتألق به، ولكن فلتحرص على أن يكون ذلك ضمن نطاق المقبول والمعقول، ودون أن تسمح لنفسك بالانجراف بعيداً حيث لن تتمكن من العودة بعدها إلى ما كنت عليه سابقاً. وأخيراً فلتبدأ من الآن وليوفقك الله.