19 سبتمبر 2025

تسجيل

أمريكا والعراق

13 يونيو 2014

إعلان الرئيس الامريكي باراك أوباما امس، نيته التدخل عسكريا في العراق من خلال توجيه ضربات جوية عاجلة لوقف تقدم المسلحين نحو بغداد، يمثل تطورا دراماتيكيا للاحداث الجارية هناك.ان الازمة نفسها وتداعياتها لم تكن وليدة الايام الفائتة، التي شهدت تصعيدا كبيرا من جانب المسلحين وسيطرتهم على محافظات، وانما هي نتاج طبيعي للغزو الامريكي للعراق والسياسات الامريكية اللاحقة لاجتياح العراق.لقد ارتكبت واشنطن عقب احتلالها للعراق عام 2003، بغض النظر عن مشروعية ذلك الغزو واسبابه من عدمها، اخطاء رهيبة وفادحة، كان حصيلتها مئات الالاف من الضحايا الابرياء وملايين المشردين من لاجئين ونازحين لم يعودوا الى ديارهم حتى الان رغم الانسحاب الامريكي ومرور اكثر من 10 سنوات على الغزو.لم يكن اغراق العراق في حرب طائفية، وترك البلد نهبا لصراعات الارادات الاقليمية، واقامة عملية سياسية شائهة، ادت الى اقصاء وتهميش مكون رئيسي من المشاركة في بناء العراق الجديد، لم تكن كل هذه التداعيات التي خلفها الغزو الامريكي، سوى فتيل أشعل ما يجري حاليا من انتفاضة مسلحة تسعى الى تحقيق اهداف عجزت العملية السياسية عن استيعابها.ان التدخل العسكري الامريكي، ربما يعمل على اعاقة المسلحين او يساعد الحكومة على التقاط انفاسها او حتى اكثر من ذلك، لكنه لن يكون بأي حال علاجا لأزمة ذات طبيعة سياسية منذ البداية.