14 سبتمبر 2025
تسجيلكم مرة رأينا فى الشارع من يريد الاصطفاف فيختار أن يوقف سيارته بين موقفين بحيث لا يدع مكاناً لغيره، بينما كان بامكانه أن يأخذ مكاناً ويدع الآخر لغيره، وكم مرة صادفنا من يتصرف وكأنه لاحدود لحريته بالرغم من أن حرية كل منا تنتهى حين تبدأ حرية الآخرين. لقد وعى الكثير من المؤسسات والجهات والأفراد لأهمية وأثر أن يكون لكل منهم مسؤولية تجاه المجتمع المحيط به، بحيث انه جعل لشخصه مساحة دون نسيان أو تجاهل الآخرين، وكما رأينا فى الكثير من قصص النجاح أن هذا الوعى كان له أعظم الأثر فى التميز وتحقيق الأهداف، والعكس صحيح. ان الانسان الذى لا يكترث الا لمصلحته الشخصية، ونراه يتصرف بأنانية مطلقة كذلك الذى يتجاوز الصف للوصول للموظف من أجل تسديد فاتورته غير آبه بمن ينتظر قبله، أو ذلك المرتشى الذى يدفع من أجل الحصول على ما يريده حتى ولو لم يكن يستحق ذلك، وان كان الحصول على هذا الأمر سيحرم غيره منه، وقد كان أحق منه بالحصول عليه. لقد قرأنا الكثير من القصص التى كان أبطالها على مر العصور فرسانا للتضحية والايثار والحفاظ على مساحة من حولهم فرسموا بذلك أروع الأمثلة، لأن الانسان بطبعه مخلوق اجتماعى لايمكن أن يحيا وحده دون تعايش وتعاون وتخالط مع المجتمع المحيط به، وبالتالى فان ما نقوله ومانفعله والمواقف التى نتصرف بها لابد أن تترك أثراً فيمن حولنا، ومما أذكره حكمة تقول اننا خليط من الأشخاص الذين قابلناهم فى حياتنا سواء أحببناهم أو كرهناهم حين التقيناهم. وهذا بالطبع يعكس مدى أهمية تصرفاتنا وردود أفعالنا تجاه من نلتقيهم ونتعامل معهم من الناس، فعندما نتصرف بأخلاق عالية واكتراث لمصالح من يشاركنا المكان أو الموقف فلابد أن يكون لذلك الموقف أثر ايجابى اما أن يتجلى بالمعاملة بالمثل من قبلهم، أو على الأقل بالرضا الذى يحققه فى أنفسنا. ومضة: رسالة عاجلة لكل فرد منا بأن لاننسى أننا جزء من المجتمع وبأن حياتنا نصنعها بأنفسنا وبمعاملتنا وبعلاقاتنا المتكاملة مع بعضنا البعض، وومضة تذكرة لكل من جهل أو تجاهل حدود حرياته بأن حريتنا تنتهى حيث تبدأ حرية الآخرين.