12 سبتمبر 2025
تسجيليلتقي قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في منتجع كامب ديفيد بعد أيام، ويأتي اللقاء بعد تداعيات التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ومحاولة الإدارة الحالية طمأنة دول الخليج على أمنها الإقليمي قبل مغادرة البيت الأبيض. كامب ديفيد يحمل الكثير من الذكريات السيئة للعرب! وهناك العديد من الأسئلة مطروحة على طاولة المباحثات، فماذا يمكن أن يتحقق من قمة كامب ديفيد المرتقبة، وهل ستكون مختلفة فعلا؟ وفي أي اتجاه سوف تمضي، وكيف ستنعكس مخرجاتها على واقع ومستقبل المنطقة؟ هل ينوي قادة الخليج ممارسة الضغوط على الولايات المتحدة لتغيير سياستها تجاه الشرق الأوسط وصراعاته، أم يسعون للخروج بأقل الخسائر الممكنة؟ وهل الولايات المتحدة لديها الاستعداد لتفهم وقبول وجهة النظر الخليجية في رفض الدور الإيراني في سورية والعراق ولبنان وقطاع غزة وليس آخرها في اليمن. الواضح أن هناك مخاوف خليجية حقيقية تكمن في أن الإدارة الأمريكية الحالية، رغم أنها تقر بأن إيران تحت حكم الجمهورية الإسلامية هي دولة ثيوقراطية تتبنى ايديولوجية دينية طائفية، إلا أنها تقف موقف المتفرج إزاء تحركاتها في المنطقة، وتوظيفها لآلية الميليشيا الدينية لتعزيز تمددها الإقليمي.التقرير الأخير لمعهد واشنطن للدراسات حول الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أشار إلى أن الصراع في المنطقة يهدد نظام الدولة، وإذا استمرت واشنطن في هذا الاتجاه المضعف لمؤسسة الدولة في المنطقة فستنتهي إلى الإضرار بالمصالح العليا الأمريكية، ويدعو التقرير لبناء استراتيجية تحافظ على نظام الدولة في المنطقة، مما يقتضي سياسة واضحة بآلياتها العملية لمواجهة تنظيم داعش في العراق والشام، مع تطمين الزعامة السنية الرئيسية. ويطالب التقرير بالحد من نفوذ الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، ويرى أن على الولايات المتحدة إذا أرادت استعادة مصداقيتها أن تتيح إمكانية بناء معارضة متماسكة في سوريا، يمكنها تغيير ميزان القوة على الأرض، وهذا يحتاج إلى «ملاذ آمن» يساعد المعارضة ذات المصداقية في أن تصبح أقوى وأكثر فعالية على الصعيدين السياسي والعسكري. كما لا يمانع التقرير من توقيع اتفاق نووي مع إيران، ليسمح لها بامتلاك برنامج نووي سلمي، ولكن يحظر عليها امتلاك القدرة التي تمكنها من أن تصبح دولة تمتلك أسلحة نووية.الأكيد أن المنظومة الخليجية في طريقها لـ«كامب ديفيد» للحصول على إجابات لمعرفة موقف حليفها التاريخي التقليدي، الذي عولت عليه كثيراً في صناعة قراراتها المصيرية، لكن هل ستعود من هناك مطمئنة؟!