29 سبتمبر 2025

تسجيل

درس قدمه لنا رمضان... بأننا نستطيع

13 أبريل 2022

بعد مرور أحد عشر يوماً من شهر رمضان اكتشفنا أننا كنا نستطيع صوم كل إثنين وخميس من السنة، وأننا لا نتعب في الصوم ولا نكل ولا يصيبنا الكثير من العطش والجوع، واتضح أننا نستطيع الاستيقاظ قبل آذان الفجر بنصف ساعة وننتظر حتى تحين وقت صلاة الفجر، واكتشفنا أننا نستطيع أن نقوم الليل ولا نشعر بالتعب، واتضح أننا نستطيع صلاة 12 ركعة نافلة كل يوم، واتضح أننا نستطيع أن نجد في قراءة القرآن لوقت غير قصير وسط كل انشغالاتنا، واتضح أننا نستطيع قضاء أيامنا دون موسيقى ودون القيل والقال، وكم من أهداف ومشاريع أهملناها في الحياة لأننا أقنعنا أنفسنا بأننا لا نستطيع، وجاء الشهر الكريم قدم لنا درسا مهما لنا وهو (أننا نستطيع). منافع رمضان في كل عبادة فرضها ديننا الحنيف الإسلام لابد أن تكون فيها منافع دنيوية ومنافع أخروية.. فالصلاة والصيام والحج والزكاة وغيرها؛ كل عبادة منها لها منفعة دنيوية صحية وأخرى أخروية ننال بها رضاء الله والفوز بجناته، فالصوم فريضة وركن من أركان الإسلام فرضه الله علينا كما فرضه على الذين من قبلنا منذ آلاف السنين، وله من الفوائد العظيمة منها الدنيوية والأخروية التي يحس بها كل صائم ويشعر بها خاصة بعد انقضاء الشهر الكريم والعودة لعاداتنا العادية في الأكل والشرب خاصة الصحية منها، حيث تختفي كثير من الأمراض الناتجة عن الأكل أوالشرب بالإضافة الى الأضرار التي تنجم عن تناول كثير من الأطعمة خاصة في زماننا هذا، ولكن الهدف الأسمى من الصيام هو التقوى التي أمرنا بها الله عند فرضه الصيام على عباده. لماذا لا نرى تأثير فوائد الصيام ؟ هناك فائدة مؤكدة وفوائد كبرى للصيام لكل من له استعداد لمرض السكر، وهوما نطلق عليه (ما قبل السكر)، حيث إن الصيام يقلل من مقاومة الجسم للأنسولين، وبذلك يقلل من مستوى السكر بالدم، كما ثبت علميا أن الصيام يقلل من مؤشرات وجود التهابات مزمنة بالجسم، والتي قد تؤدي إلى الكثير من الأمراض، مثل أمراض القلب والجهاز المناعي والأمراض الخبيثة، ويقلل الصيام من ضغط الدم ونسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم، مما يعود بالنفع على صحة القلب والشرايين، كما أن الصيام يؤثر إيجابياً على وظائف المخ، خاصة فى حالات الزهايمر والشلل الرعاشي، وكذلك تأخير ظهور علامات الشيخوخة، بالإضافة الى أن الصيام يساعد فى إنقاص الوزن وزيادة هورمون النمو وقدرة العضلات، وهنا يثار السؤال البديهي.. إذا كانت هذه بعض فوائد الصيام، فلماذا لا نرى هذا الأثر فى صيامنا؟، والإجابة، بكل وضوح وأسف، هى أننا نزعنا عنا، وبإرادتنا، كل مقومات الصيام الحقيقي الذى أُمرنا به، فلم يتبق لنا إلا الجوع والعطش، بفعل العادات والتقاليد السيئة التى تعودنا عليها عند الصيام وعند الإفطار. إهداء إلى كل أم وأخت وابنة وزوجة رائعة رسالة عرفان إﻟﻰ السيدات الحنونات الرائعات ﻭﻣﻜﻤﻼﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟطعام.. وﺍﻟﺨﻴﺮ.. ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ.. وﺍﻟحلويات.. ﻭالعصائر ﺍﻟﻤﻨﻌشة.. إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺘﺤﻤﻞ.. وهج الغاز.. ﻭلهب ﺍلأﻓﺮﺍﻥ.. ﻭﺑﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﺑﺔ.. ﻭﺗﻠﺴﻌﻬﺎ أﺑﺨﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺦ.. ﻭﺗﺘﺤﻤﻞ حرارة الجو.. إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺘﻮﺗﺮ ﻣﻊ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ.. ﻭﺗﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﻮﻗﺖ.. ﻓﻜﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﺴﺎﻭي ﺍﻟﺬﻫﺐ.. ﻻ ﺗﻠﺒﺴﻪ.. ﻭإﻧﻤﺎ ﺗﻠﺒﺲ أﺟﺮ إﻓﻄﺎﺭ ﺻﺎﺋﻤﻬﺎ.. ﻭﻣﻦ ﺗﺴﻜﺖ ﺷﻬﻮﺓ ﺑﻄﻨﻬﺎ.. ﻭﻫي ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺎ ﻟﺬ ﻭﻃﺎﺏ.. ﻟﺘشبع ﺷﻬﻮﺓ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍإﻓﻄﺎﺭ.. إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻨﺘﻈﺮ وقت اﻵذان.. ﻟﺘﺮﻯ ﺛﻤﺮﺓ ﺳﺎﻋﺎت جهودها.. ﺑﻮﺟﻮههم.. ومع هذا كله تؤدي فرائضها وتقيم ليلها وتقرأ وردها.. وتدعو لكل أفراد أسرتها بالخير والسعادة.. ﻫي ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺷﻜﺮاً.. ﻭﻻ ﺳﻠﻤﺖ ﻳﺪﺍﻙِ... ﻫﻰ ﺗﻨﺘﻈﺮ رضا رب العالمين عنها وعنكم وأﻥ ﺗﺮﺍكم سعداء.. إﻟﻰ كل ﻧﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ.. ﺑﻜﻞ أﺭﻛﺎﻥ ﺍأﺭﺽ ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩﺓ.. ﺳﻠﻤﺖ يداكن.. وتقبل الله منكن جميعا.. وأطال الله بأعماركن في طاعته. كسرة أخيرة لماذا يبذلون كل هذا الجهد لصرف الناس عن العبادة في رمضان؟، لماذا يحاولون ألا يبقوا لنا مقدار طرفة عين من ليل أو نهار نمتع فيها عيوننا بالمصاحف أونطلق ألسنتنا بالذكر؟، عشرات السنين... بل مئات السنين، وهم لا ييأسون، وكل عام يجددون، وفي إنفاقهم يزيدون...في كل أرجاء أمتنا... هناك شعار ثابت كل عام، لن نترك لكم رمضان!، ولكنهم لن يستطيعوا أن ينالوا مرادهم، وزال عن نفسي هذا القلق عندما بحثت فوجدت أن الله تعالى جعل في رمضان مجالاً هائلاً للطاقة الروحية التي تحتاجها الأمة لتجدد خلايا إيمانها، وتعود إلى ربها، بل وتنتصر على عدوها مهما كان ضعفها وقوته، وهناك الملايين العصاة تابوا في رمضان، والعشرات من البلدان فتحت في رمضان، وملايين النفوس المتشاحنة تصافت في رمضان، ومليارات الجنيهات خرجت من أصحابها بسخاء نفس عجيب في رمضان، فهنيئا للمسلمين بهذا الشهر الكريم. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية الايميل: [email protected]