21 سبتمبر 2025

تسجيل

وحدة الخليج بالحوار

13 أبريل 2018

جاءت تصريحات سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بأن الأزمة الخليجية بأكملها لا داعي لها، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتفق مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، على أن الخلاف يجب أن ينتهي وأن تعود الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي مرة أخرى، جاءت لتؤكد صواب الموقف القطري منذ بداية الأزمة. فقطر منذ اندلاع الخلاف وما تبعه من فرض حصار جائر عليها، كانت رؤيتها واضحة وثابتة بأن هذا الخلاف لن يحل إلا من خلال الحوار والجلوس على مائدة المفاوضات، وليس من خلال اتباع أساليب وإجراءات تعسفية وعقابية تضر بوحدة دول الخليج، وتمزق النسيج الاجتماعي بين الأسر والعائلات. وبعد أكثر من 10 أشهر على حصار قطر، بات الجميع مقتنعاً بأنه لا سبيل إلا بعودة دول مجلس التعاون إلى سابق عهدها في التآخي والتلاحم، وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه إدارة ترامب، حيث بذلت جهودا موسعة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء. وهذه القناعة نجدها أيضا عند كافة الأطراف الدولية الفاعلة مثل الاتحاد الاوروبي، وروسيا، وغيرها من الدول. وبفضل الدبلوماسية القطرية النشطة، استطاعت الدوحة أن تطلع دول العالم على حقيقة الأزمة وعلى الدوافع الحقيقية لحصار قطر، وأن الاتهامات التي حاولت دول الحصار أن تلصقها بقطر لا أساس لها، وهو ما تجلى في الكثير من مواقف تلك الدول التي تضامنت مع الدوحة بشكل قوي، وأعلنت رفضها المساس بسيادة قطر، علاوة على استنكارها الشديد لإجراءات الحصار اللإنسانية، والتي لن تجدي نفعا في طريق الحل مهما طال الوقت.