11 سبتمبر 2025

تسجيل

محاكمة مجرمي الحرب!

13 أبريل 2016

من العبر التي يقدمها لنا قضاة المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب، أن الدماء البريئة التي أهدرت غدرا وعدوانا وظلما وبغيا، لن تذهب مهب الريح سدى. فبعد صولات وجولات وشواهد وشهود وأدلة قاربت ثلاثة ملايين صفحة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، حكما بسجن زعيم صرب البوسنة رادوفان كاراديتش، بالسجن 40 عاما لإدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينها "مجزرة سربرنيتشا". وكذلك استهداف المسلمين في سراييفو، خلال حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995. في السياق ذاته ستشرع المحكمة الدولية في محاكمة دومينيك أونجوين، أحد أهم قادة جماعة "جيش الرب للمقاومة" لارتكابه جرائم حرب وضد الإنسانية، منها القتل والتعذيب والاغتصاب. وفي الحقيقية حتى لو حاولنا فلا نستطيع أن نحصي على مدار التاريخ إلى اليوم كم عدد الذين ارتكبوا المجازر والإبادة الجماعية باسم الرب في الشرق وفي الغرب!محاكمة مجرمي الحروب والصراعات والديكتاتوريين والإرهابيين، باتت واجبا إنسانيا يجب ألا يتم التساهل معه والتغاضي عنه او تأجيله، بل الإصرار عليه والمطالبة به والعمل على تفعيله من قبل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، وخصوصا في العالم العربي الذي يعاني من تداعيات التفكك والتقسيم، الأمر الذي قد يجنب العالم الوقوع في مآس وكوارث وصراعات اشد فتكا و لا تحمد عقباها، ويصيب شرارها الجميع بلا استثناء، كما هو حاصل اليوم مع الهجمات الإرهابية التي ضربت عمق العواصم الأوروبية في فرنسا وبريطانيا وسويسرا واسبانيا . ديفيد كرين كبير الادعاء السابق بالمحكمة الخاصة بسيراليون والذي يرأس الآن مشروع (المحاسبة في سوريا) أشار الى أن بشار الأسد يتصدر قائمة تضم 20 لائحة اتهام لمسؤولين حكوميين ومقاتلين في ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية. دول وحكومات اجتمعت لمحاربة تنظيم الدولة (داعش) وهو صنيعة الانظمة الديكتاتورية في العراق وسوريا ومخلفاتها من تعذيب وسجون وتجنيد، وهو المطلوب، ولكن المطلوب أيضا استهداف "النظام" نفسه الذي كان وراء كل هذه الصراعات والحروب ونشر الإرهاب والإرهاب المضاد في المنطقة ولا يزال!