11 سبتمبر 2025
تسجيلبمسابقة شاعر الرسول؛ أضافت مؤسّسة الحيّ الثقافي (كتارا) لبنة جديدة إلى معمار المشهد الثقافي في قطر والوطن العربي والإسلامي، المسابقة التي تؤتي أكلها هذا الأسبوع في إعلان شاعر الموسم الأوّل، الذي فازت قصيدته بين قرابة ألف قصيدة تقدّمت إلى المسابقة، شارك فيها شعراء مجلّون وبخاصّة في قصيدة العمود. وبهذا تستعيد قصيدة المديح النبوي ألقها، وتعيد إلى الذاكرة الشعرية هذا الفنّ الخاص الذي ازدهر في أوقات متفاوتة، منذ الشاعر الصحابي حسان بن ثابت رضي الله عنه، والمخضرم كعب بن زهير رضي الله عنه، وقد تاب عن هجاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم، فمدحه بأبيات راسخة في دفتر الأدب، وخلع عليه الرسول بردته الشريفة، وصارت البردة صفة لتلك القصيدة التي بانت فيها سعاد، وأشرقت فيها شمس النبوّة على أرض العرب.ولا يمكن لمدوّنة المديح النبويّ أن تغفل البوصيري الذي أيقظ قصيدة البردة في غفوة الأدب أيّام المماليك، ولا مدوّنات المدّاحين الشعبيين التي سرت بين الناس، موصلة أشذاء السيرة النبوية إلى قطاعات واسعة في موالد المناوي وابن حجر ونصوص عبدالرحيم البرعي وغيرهم. قبل أن يعرّج عليها روّاد الحداثة العربية كما في رائعة أمير الشعراء أحمد شوقي "نهج البردة".ومؤسّسة الحي الثقافي وهي تضمّ هذا الإنجاز إلى شقيقه "جائزة الرواية العربية" فإنّما تستنهض جناحي الأدب، في جِدّة النثر، وقدامة الشعر، وتؤكد على الهويّة الثقافية للمؤسسة، من خلال هذا الاهتمام، وهي تستضيف ثلاثين شاعراً محلّقاً، في مسابقة ثمينة الجوائز، وإن كانت الجائزة الحقيقية في استيلاد مناخ حقيقي يرتبط فيها الشعر بسؤال الهوية والوجود، وجود أمّة محمد (صلى الله عليه وسلّم) في ظلّ تهديد حقيقي يستهدف بقاءنا.