10 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا نخطئ مرتين؟

13 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كم مرة قلنا هذه الجملة: (لن أفعل ذلك مجددا)، ثم يحدث ونكتب ورقة عمل دون أن نحفظها، فتضيع بحركة ماكرة من جهاز الحاسوب! أو نتأخر عن أحد المواعيد المهمة، وتصاب أعصابنا بالتلف في الطريق المزدحم لأننا لم نضع في حساباتنا مفاجآت الطريق، أو نثق في فلان لحلاوة لسانه وبهاء طلته مع الخبث البادي في عينيه، أو غير ذلك من الأخطاء التي نرتكبها آلاف المرات، في حين أن رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- قد نبّه في قوله: ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) إلى أننا يجب ألا نكرر الخطأ ذاته لأن المؤمن يرى بنور إيمانه . لكنه - حتى في تعاطينا مع العالم من حولنا - يلاحَظ أننا موسومون بالطيبة، وتصدير حسن النية ، والميل للتغافل عن كثير مما لا يصحّ معه التغافل.صحيح أن ديننا يدعونا لإحسان الظن، والتغاضي عن الزلات، ومحو العثرات، بل والإحسان أيضا، ولكن لماذا مع نبل هذه الصفات نجد أنفسنا في كثير من الأحيان نكرر الخطأ ذاته ؟ لماذا أحيانا نتوصل إلى نتيجة أن حسن النية كان سببا في وقوعنا في فخّ وقعنا فيه من قبلُ ألف مرة؟! لست أشك في قيمة هذه المبادئ بوصفها سلوكيات قادرة على الارتقاء بالبشرية، لكن الشك وارد في طريقة تطبيقنا لهذه المُثل.سيقول أحدهم : إن الزمان قد تغير، وأن هذه المُثل لا تصلح الآن مع فساد الضمائر، وسطوة المصالح المادية، وشعار: ( نفسي نفسي)، ومثل هذا القول غير مقبول إطلاقا لأن ما استقيناه من القرآن الكريم صالح لكل عصر، حتى عصرنا المادي هذا.من المنطقي إذن أن يكون لطريقة تلقّينا لمثل هذه المعارف والمفاهيم دور في طريقتنا الخطأ لتفعيلها، ومن ثم وقوعنا في نفس الأخطاء، ولهذا أرى أن هناك ضرورة ملحة لمراجعة منظومة التعليم التي تركز كثيرا على الجانب النظري دون التطبيق، فماذا يستفيد أطفالنا حين نعلمهم في المدارس مفاهيم الإحسان، ثم لا يجيدون تطبيقها في الوقت المناسب، ومع الشخص المناسب؟ماذا يستفيدون حينما يخرجون من المدارس بعقول محشوّة بالفضائل، دون تطويقهم بحس البصيرة، وتعويدهم على استشعار النفع والضرر في أثناء التعامل بمثالية؟لابد أن تُدرّس المبادئ والقيم الجميلة بوصفها قوة في اليد، لا على أنها وسيلة من وسائل الاستضعاف والاستغفال. جميل أن يفهم أبناؤنا أن "العفو عند المقدرة" فضيلة حين لا تتحول مع التكرار إلى سذاجة، وأن تكون ذات سقف معين حين نطبقها مع شخص بعينه.وكثير غير هذه القاعدة لابد أن يُقنّن ويُصاغ في قوالب قابلة للتطبيق، مراعية ألا نبدو دائما أمام العالم الطرفَ الأضعف، فالقوة هي أن نمتلك مُثلنا، وألا تنحاز بنا عن طريق التحكم بها إلى طريق التحكم بنا.