15 سبتمبر 2025
تسجيلمع اقتراب الانتخابات البرلمانية في العراق، بدأت القوى السياسية هناك تتحرك وتنشط للتنسيق من اجل تشكيل تحالفات والتعاهد على مواثيق بين القادة السياسيين لرسم ملامح مرحلة ما بعد ظهور نتائج الانتخابات المقبلة التي ستنطلق في الثلاثين من الشهر الجاري.ويبدو من بوادر ما رشح عن خلاصة الاتصالات والتنسيق بين قادة القوى السياسية في العراق، ان معظم القوى المؤثرة في العراق تسعى الى قطع الطريق امام السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي ومنعه من الحصول على ولاية رابعة في هذا المنصب، خصوصا بعد الواقع المرير الذي كان حصاد ولايته الاخيرة، التي صعد اليها من خلال اغتصاب السلطة بوسائل غير نزيهة في الانتخابات الماضية التي فازت فيها كتلة العراقية برئاسة اياد علاوي على كتلة المالكي.لقد استشعرت القوى السياسية المؤثرة في العراق، ممثلة في الاحزاب الكردية والتيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر والمجلس الأعلى الإسلامي برئاسة السيد عمار الحكيم وائتلاف الوطنية بزعامة السيد اياد علاوي وائتلاف متحدون؛ مدى خطورة ما وصل اليه حال العراق الدولة والشعب خلال ولاية السيد المالكي، الذي تحول الى ديكتاتور وأدت سياساته التي تقوم على التهميش والإقصاء الى تعميق الانقسام في المجتمع العراقي.ان الرغبة الشعبية العارمة في العراق تتوق اليوم الى إزالة الظلم وإنهاء الدكتاتورية ووقف ممارسات الإقصاء والتهميش وعدم الشراكة، التي كانت تشكل ابرز ملامح سياسة المالكي خلال السنوات الاربع الماضية مما ادى الى دخول البلاد في نفق مظلم.ومن الواضح ان هذه الرغبة الشعبية المتعاظمة التي بدأ يعبر عنها القادة السياسيون في شكل مواثيق وتحالفات، قادرة على التصدي للمحاولات التي يبذلها السيد المالكي حاليا، للتأثير على التنافس السياسي الحر وإفراغه من مضامينه الديمقراطية، مثل اشعال حرب في الانبار لدوافع انتخابية معلومة، او اقصاء المرشحين المنافسين له عبر اعتماد معايير سياسية اقصائية حيث تجاوز عدد المستبعدين 300 مرشح، معظمهم من القائمة العراقية وكتلة الاحرار بزعامة السيد مقتدى الصدر، وغيرها من المحاولات التي لم تعد تنطلي على الناخبين التواقين لعراق جديد.