مفاوضات السلام التشادية في الدوحة

تنطلق اليوم في الدوحة مفاوضات السلام التشادية، بمشاركة رفيعة ومهمة لممثلي المجلس العسكري الانتقالي والحركات المسلحة بهدف تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، والاتجاه نحو إجراء انتخابات حرة وديمقراطية خلال فترة انتقالية تمتد 18 شهرا قابلة للتجديد مرة واحدة، من أجل إرساء الاستقرار والتنمية المستدامة في تشاد. وتؤكد استضافة الدوحة للمفاوضات التشادية حرص قطر على تحقيق السلام والاستقرار في تشاد، وبذل مساعٍ دبلوماسية حميدة من أجل إرساء السلام ونبذ العنف. كما يبرز اختيار دولة قطر لاستضافة الحوار التشادي التمهيدي، دورها المهم في محيطها الإقليمي والدولي، وسعيها لتقديم كل ما يمكن عمله لتشجيع ودفع الحوار بدلا من الصراع، لذا تواصل الدوحة جهود الوساطة من خلال استضافة المباحثات الدبلوماسية من أجل ترتيب وتعزيز التوافق بين الأطراف التشادية، بما يحقق الاستقرار، ويحافظ على مكتسبات تشاد ووضع حد للتحديات الإنسانية والتنموية التي يعاني منها البلد الإفريقي. تلعب الدوحة دور الوسيط الدبلوماسي كجزء من القناعة بالدبلوماسية الوقائية التي تنتهجها في الصراعات الإقليمية، وقدمت السياسة الخارجية القطرية نموذجا ناجحا للدبلوماسية خلال السنوات العشر الماضية، بالتدخل الناجع للتوسط بين الصراعات المهددة للسلم والأمن الدوليين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي عمق إفريقيا أيضا، والكثير من البؤر الملتهبة بالصراعات حول العالم، وحققت نتائج إيجابية تؤكد أن الدبلوماسية الوقائية هي مفتاح السلام، كونها تحمي العالم من خطر الصراعات والحروب، وتخلق تواصلا حقيقيا مبنيا على الحوار يقضي على الأزمات والتشاحنات في مهدها، ويخلق حالة من التناغم الدولي والتواصل والتعاون في مجالات مهمة.