21 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. وساطة ناجحة

13 مارس 2019

بعد جولة ثانية هي الأطول في محادثات السلام التي جرت برعاية ووساطة من دولة قطر، حققت الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان اختراقا فعليا في قضيتين رئيستين هما انسحاب القوات الأمريكية والتحالف من أفغانستان وعدم السماح باستخدام أراضي أفغانستان للإضرار بأمن الولايات المتحدة الأمريكية أو حلفائها أو أي دولة أخرى. وتلقت دولة قطر الشكر من الطرفين على دورها في توفيق وجهات النظر بين الطرفين ودعمها البناء وحسن استضافتها لمسار المحادثات، فيما جددت الدوحة تأكيدها على ضرورة مساهمة كافة الأطراف الإقليمية والدولية في توحيد وتنسيق الجهود التي تقوم بها الدوحة وحلفاؤها الإستراتيجيون لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان.. كما دعت الدوحة الطرفين لاستئناف المفاوضات المقبلة بين الجانبين في المدى المنظور. وليس غريبا على دولة قطر مساهمتها هذه في النزاع الأفغاني، إذ أن سجلها يحفل بالعديد من النجاحات، من انجاز اتفاق الدوحة للسلام في إقليم دارفور بالسودان، إلى إنقاذ لبنان من حافة السقوط في أتون حرب أهلية إلى المساهمة في حل النزاع الحدودي بين جيبوتي واريتريا وإطلاق سراح الأسرى الجيبوتيين وغيرها من الوساطات الناجحة المعلومة للكافة. وقد جعل الدور المحوري الذي تقوم به في التوسط لحل النزاعات الإقليمية والدولية، من قطر واحدة من الدول ذات المساهمات البارزة في إحلال السلم والأمن الدوليين، كما جعل جهودها تلك محل تقدير كبير في كل أنحاء العالم، وهي في هذا الشأن تقدم نماذج تتجاوز اتفاقيات المصالحة ووقف العنف إلى استدامة السلام. ولا تتوقف سياسة قطر عند الوساطة لحل النزاعات، بل أنها تركز على الدبلوماسية الوقائية من خلال توفير فرص العمل والتعليم في مناطق الصراع، حيث تسهم قطر في توفير فرص تعليمية لأكثر من 7 ملايين طفل، في أكثر من 47 دولة، ووفّرت مئات الآلاف من الوظائف للشباب في الوطن العربي. إن نجاح دولة قطر بالتوسط في عدد كبير من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، جاء بفضل حكمة قيادتها وحنكة دبلوماسيتها، والثقة في نزاهة الأدوار التي تلعبها كوسيط وهي أدوار دائما ما تأتي بطلب من الأطراف المعنية، ودون التدخل في الشأن الداخلي للدول.