12 سبتمبر 2025
تسجيل• قطر قدّمت الملايين للبحرين من أجل البناء والبحرين قدّمت المليون للخراب! • لن نكون أحب إلى الإمارات من أبنائها المضطهدين • حاكم بنى دولة حديثة وحاكم بنى نفسه على حساب الدولة! • كلمة المري عن السعودية رسالة • نريد برنامجاً يكشف حقيقة تجسس الإمارات على سلطنة عُمان • قناة الجزيرة هديّة الأمير الوالد للشعوب العربية تابع الجميع برنامج "ما خفي أعظم - قطر 96" على قناة الجزيرة، من جزأين، وتعمدت ألا أكتب إلا بعدهما حتى تكتمل الصورة، مع العلم أن الجزء الأول كان حافلا بالأحداث الجسام، والمواقف غير المتوقعة، إلا أن الجزء الثاني كان أكثر إثارة وكشفا للحقائق وتوثيقا للجرائم المرتكبة ضد دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا، أعادتنا الذاكرة إلى عقدين ماضيين كنّا في تلك الفترة في المرحلة الثانوية، وكانت الأحداث تتوالى والدسائس تُحاك ضد أرض الوطن وكنّا نجهل الأسباب لكنها اتضحت اليوم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، الحقد والكره والغيرة التي ملأت القلوب وغيّبت العقول، حتى أبطل الله ما كانوا يسعون إليه بحكمة قائد ويقظة رجال الوطن فأحبطوا مؤامراتهم ودسائسهم وتم فضحهم وكشفهم بالصوت والصورة. حاولت دول الحصار التشكيك والتزييف لكن الوقائع التي ذُكرت أصابتهم بالهوس، وحديث المشاركين في البرنامج من قادة الانقلاب وسفير الولايات المتحدة الأمريكية ألجم الأفواه فلم يعد هناك مجال للفر والكر بقدر ما كان الاتجاه إلى المتابعة الدقيقة لوثائقي اختصر الكثير من الأمور ونحن مقدرون ذلك لارتباطهم بساعة تلفزيونية لا تتعدى 52 دقيقة فقط، ومع كل ذلك عمل الإعلامي تامر المسحال برنامجا سيخلد في الذاكرة لتوثيقه جرائم كانت تُحاك وتُدبّر لقطر وأهلها تحت جنح الظلام وفي الغرف المظلمة، لتكون دولة قطر تابعة وهم يعلمون علم اليقين أنها ذات سيادة لا تقبل الإملاءات من أحد، وتتخذ قراراتها بناء على مصلحتها التي تتبناها من واقع خصوصيتها ومحيطها وإقليمها الذي لم تعمل على الإضرار به بتاتا، فيما دول الحصار تعمل على الإضرار وإلحاق الأذى بالأقربين فكيف بمن هم أبعد من ذلك؟! نبدأ بالبحرين التي لا نعلم سر الحقد الدفين لعاهلها تجاه دولة قطر وشعبها، منذ كان وليا للعهد، هذا الحقد والكره لم أجد لهما تفسيرا واحدا مقنعا، إلا لشعوره بأن دولة قطر بقيادتها تقدمت عليه وتفوقت بمراحل كبيرة يحتاج إلى عقود للحاق بها، ولكن هذا الشعور هو من يتحمّل مسؤوليته، فعندما يتقدم الآخرون ويسعون لبناء أوطانهم ورفعة مواطنيهم، وتتخاذل أنت عن ذلك فهذه مشكلتك، عندما لا تسعى لرفاهية مواطنيك وتحقيق مكانة عالمية لدولتك وتهتم بالصحة والتعليم وبناء المؤسسات الحديثة والجامعات والمعاهد التي من شأنها أن ترتقي بالمجتمع فهذه خطيئتك، ولا يحق لك أن تسعى لمحاربة الآخرين لنجاحاتهم وفشلك، وعليك أن تبدأ بنفسك، مع العلم أن نسبة كبيرة من الشعب البحريني الشقيق أكثر المستفيدين من التطور والنهضة القطرية التي عادت عليهم بالنفع والفائدة، سواء بالحصول على منح تعليمية أو رعاية صحية أو الاستفادة من القدرات والطاقات البحرينية التي سعت الحكومة البحرينية إلى أن تكون حائلا بينها وبين استفادتها من ثمار النهضة القطرية، مع العلم بوجود نسبة كبيرة من الشعب البحريني تقيم على أرض قطر بعائلتهم معززين مكرّمين يتمتعون بما يتمتع به المواطن القطري وكذلك المواطن الخليجي الذي يُعامل كالمواطن القطري، ولكن بمقارنات بسيطة يستذكرها عقل الجيل التسعيني وما قبله نستطيع معرفة سبب تقدّم دولة قطر عن البحرين بمراحل طويلة، فحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله عندما تولّى مقاليد الحكم في البلاد عام 1996م، قال في خطابه المشهور إنه يسعى للنهوض بالدولة والشعب، وقد حقق في العقد الأول الكثير من الإنجازات ومع تنازله في يونيو 2013م عن مقاليد الحكم لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ليُكمل المسيرة نحو الأمام، كانت فترة حكمه ثمانية عشر عاما لسمو الأمير الوالد، نهض بالدولة إلى مصاف الدول العالمية، نهضة عمرانية ضخمة، مؤتمرات دولية كبيرة، إنجازات على مختلف الأصعدة، جامعات ومدينة تعليمية لا شبيه لها، مراكز بحوث، فكان التقدم ملحوظا سياسيا واقتصاديا وثقافيا إعلاميا وعسكريا واجتماعيا، حتى حققت أعلى المعايير في جميع الاتجاهات، وعمل على خلق بيئة انتخابية تمهيدا لديمقراطية تكون مدروسة وتتناسب مع القيم والعادات والتقاليد المستمدة من ديننا الإسلامي، فكان المجلس البلدي، وعمل على الاعتماد على تطوير الشركات والمؤسسات الوطنية حتى أصبحت بلا منافس في المنطقة، بل وعلى مستوى العالم كالخطوط القطرية وأوريدو وشركات صناعية ونفطية أصبح المواطن شريكا فيها من خلال الاكتتابات، بل إن الاستفادة من خيرات قطر في الاكتتابات وصلت لحكام وشعوب دول الخليج وخاصة البحرين، فكانت ثمانية عشر عاما حافلة بالإنجازات والعطاءات والوساطات الدولية التي حققت فيها نجاحات مشهودة فشلت دول أخرى في تحقيقها، لدرجة أن الوساطة القطرية الدولية أصبحت مطلبا لكثير من الدول لثقتها بنزاهة الوساطة القطرية وحيادها وعملها على السلم والبناء والتطوير في مختلف بؤر النزاعات والاضطرابات، وبمقارنتها مع تولّي عاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة نهاية القرن الماضي، والتي ستصل إلى عقدين تقريبا لا نجد أي إنجاز أو عمل قام به سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، بالعكس من ذلك، فما إن تولّى مقاليد الحكم بعد وفاة أبيه الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (رحمه الله) لم يهتم إلا بنفسه، فنتذكر تحويله دولة البحرين إلى مملكة، وتحويله من أمير إلى صاحب العظمة والجلالة الملك، وكل ذلك مكلف بالنسبة للبحرين الشقيقة، ولا نريد الدخول في تفاصيل كثيرة، لكن نود التأكيد أن العاهل البحريني لو عمل على نماء البلد وتوفير حياة كريمة بين أبناء شعبه لعاش ملكا في قلوبهم قبل أن يُنصّب نفسه ملكا، وهذا ما ينطبق على حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي عمل على العدل والمساواة بين أبناء شعبه، بل إن من شاركوا في المحاولة الانقلابية وبعد أن أخذ القضاء مجراه الطبيعي، لم يُنفّذ أحكام الإعدام التي صدرت بحقهم، بل وضعهم في السجون وعاملهم بما هو أهله وهو ديدن القيادة القطرية، واهتم بأسرهم وأبنائهم، حتى خرجوا وعفا سموّه عمن شاركوا من دول جارة بوساطة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فيحق لنا في قطر أن نفتخر ونفاخر بمن بنى دولة قطر الحديثة وبنى الإنسان فيها قبل الحجر والشجر، فكان الالتفاف حول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله هو نتاج الحب والوفاء الذي زرعه الأمير الوالد بينه وبين شعبه واستمر بين الشعب وقائد مسيرته تميم المجد، وهنا يكمن الفرق بين دولة قطر ومملكة البحرين فالأولى قدّمت الملايين للتطوير والبناء، والأخيرة قدّمت المليون للتخريب والهدم والعداء. أما فيما يتعلّق بدولة الإمارات العربية المتحدة فلا نريد أن نتذكر التاريخ لأنه يُحرجهم، سواء في المعارك أو في مد يد العون إليهم من تعليم وصحة، بل إن فيها إمارات كانت تعتمد على المساعدات القطرية في جميع مناحي الحياة، بل إن بعضا من حكامها وشيوخها كانوا يعيشون على أرض قطر وينعمون بخيراتها وخدماتها، لكن الأمر المحيّر "لماذا هذا الحقد تجاه دولة قطر؟"، فهم يملكون من الخيرات الكثير، لكن يبدو أن النجاحات القطرية أصابتهم في مقتل، مع العلم أن دولة قطر كانت مساندا وعونا لهم في تجارتهم وسياحتهم، لكن الإقبال على دولة قطر تجاريا وسياحيا يبدو أنه أرهبهم، خاصة أن الشعوب الخليجية والعربية والعالمية أصبحت تفضل زيارة دولة قطر سواء للسياحة أو العمل عن أي دولة أخرى بما فيها الإمارات، طبعا هذا ما يمكن أن نُفسّره وهو الأقرب للواقع ونحاول أن نبرر لهم وإن كان التبرير غير واقعي! ولكن عندما نتذكر تعاملهم مع مواطنيهم وهم يتعرضون للإذلال والتنكيل لدرجة أن أبناء المعتقلين في السجون يُمنعون أبسط ملامح الحياة الكريمة، ويُطاردون دون أي تهمة واقعة عليهم نعلم أننا لن نكون محببين أكثر من مواطنيهم!. أما فيما يتعلّق بالشقيقة الكبرى السعودية فلا أتذكر هنا إلا كلمة حمد جلاب المري عندما استدعوه من الإمارات لكي يقبضوا عليه ويسلموه لدولة قطر، وهو يقول "إنني تعرضت للإهانة، وأن أُسلّم لدولة قطر أحبّ إليّ من البقاء لديهم" وهو لا يعلم أن الأمر تم بالتسوية والاتفاق بين الدول الثلاث لتسليمهم لدولة قطر بعد فشل الانقلاب وفشل مخططاتهم للتقرب من قطر وأميرها وأجهزتها التي قدّمت ما يكفي من الوثائق التي تدين الدول الثلاث. ما يجب أن نختم به هو أن دولة قطر بحكامها ومحكوميها يدٌ واحدة، وما يُحسب لدولة قطر سعة صدرها وتحمّلها لطعون الأشقاء طوال الفترة الماضية ومع كل ذلك ومع وجود الأدلة لم تقم بقطع العلاقات أو فضح الخلافات أو نشر ما تم ارتكابه بحقها، بل إن الأمير الوالد حفظه الله تحمّل كل ذلك من أجل المحافظة على اللحمة الواحدة والمصير الواحد، وعندما قاموا بالحصار الجائر يونيو الماضي قدّموا الأكاذيب والافتراءات وثلاثة عشر مطلبا، ولم يستطيعوا تقديم دليل واحد على أي منها، ومع ذلك لم تتراجع أو تتزعزع السياسة القطرية عن مسارها، بل ظلت ثابتة وتدعو للحوار وتقديم الأدلة إن وجدت، حتى صفّق العالم أجمع للموقف القطري المشرّف، لدرجة اضطرت الدول التي ناصرت دول الحصار في بدايته للتراجع وإعادة علاقاتها مع دولة قطر وبطلب من هذه الدول، بل إن ما ترسّخ لدى العقل الباطن لدى شعوب المنطقة أن قطر أعظم مما خفي وما زال هناك الكثير الذي لم يظهر للعلن بعد. ولا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل لقناة الجزيرة، هذه الهديّة القيّمة من الأمير الوالد للشعوب العربية، التي عملت وما زالت على نهضة الشعوب العربية وذلك عن طريق توعيتها ونقل الحدث إليها حتى تكون الصورة واضحة للعقل العربي دون رتوش أو مآرب أو توجيه، فكان للشعوب حرية المعرفة والاختيار، وتحريك الساحة الإعلامية وإنشاء القنوات الإخبارية التي لم تستوعب الدرس بعد! ولا يفوتني أن أشكر الإعلامي القدير تامر المسحال على الدقة والوضوح والتوثيق في حفظ ونقل الحقائق للأجيال القادمة، وأتمنى فتح ملفات أخرى حتى تتضح الصورة أكثر في مواضيع مهمّة، خاصة التي تمس شعوب المنطقة، فيا حبذا لو تم فتح ملف التجسس الإماراتي على سلطنة عُمان، وهو موضوع مهم بالنسبة لكثير من أبناء شعوب المنطقة، خاصة أن السلطنة المسالمة لم تعتدِ على أي دولة وسلطانها الحكيم لم يسع للإطاحة بأي حاكم، وشعبها الكريم لم يؤذ أي شعب آخر.