28 أكتوبر 2025

تسجيل

زمن للقراءة

13 مارس 2018

مسألة تحديد زمن قراءة الكتب، تلك التي نجدها عند البعض غالبا يتبع القراءة الفردية، أي حين يكون القارئ متفرغا تماما لكتاب ما، لا يشاركه في التفرغ له شيء آخر من مشاغل الحياة، كالعمل الوظيفي، ومتطلبات الأسرة التي يعيش معها، أي إن هناك جدول قراءة منتظما، يشمل عددا من الساعات، هي للقراءة فقط، وأعرف أشخاصا يلتزمون بمثل هذه الجداول التي يضعونها، يحددون ساعات معينة في اليوم، لا يلهيهم عنها شيء، ويضعون أسماء كتب بعينها، ووقتا تقريبيا لإنهائها، وقد كنت في الماضي مثل هؤلاء، أضع جدولي وأحدد ما سأقرؤه، لكن تشعب المشاغل، وازديادها لم يترك فرصة لجدول كي يتكون، ولساعات كي تحدد نفسها ساعات قراءة فقط، حتى ساعات الكتابة، التي أعتبرها غير قابلة للمساس بها، تأتي أيام ولا أستطيع أن أوفيها حقها. لكن رغم ذلك لا بد من أوقات للقراءة حتى لو كانت قليلة. كذلك يمكن حساب ساعات القراءة المجزأة، أي أن تكون ساعة أو ساعتين في اليوم أو حتى نصف ساعة، ويكون المجموع الكلي سبع أو عشر ساعات، جاءت في أيام عديدة، وأعتقد أن هذه الطريقة هي السائدة اليوم. القراءة مثل الكتابة بكل تأكيد، ولكل منها طقوسها وأمزجتها، وطموحاتها أيضا، وكما يستعد الكاتب جيدا، ليجلس ويعمل، وينتج كتابا، يوجد في الجانب الآخر، قارئ متميز، يستعد هو الآخر لإنجاز دوره في العمل الإبداعي، وهي القراءة إن جاز التعبير، وكما يستخدم الكتاب قهوتهم، وسجائرهم ربما يستخدم القارئ قهوته وسجائره أيضا، وأشياء أخرى قد لا تخطر للكاتب نفسه. القراءة الجماعية، ضرب آخر، وجيد من ضروب المعرفة، أي أن يتجمع عدد من القراء المهتمين وينشئوا ناديا أو مجموعة قراءة، لها قوانين تحدد عضويتها، ونشاطاتها الثرية، ومن يتابع لها أنشطة الكتابة والإصدارات الجديدة هنا وهناك، وشاهدت مظلات لتلك الجمعيات أو لنقل أركانا مميزة في معارض الكتب المختلفة.