15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); العرب الجدد.... عنوان كتاب للكاتب جوان كولن في مجملة يتطرق إلى تاريخ الجمهوريات العربية وأنظمتها الاستبدادية والتحول الذي طرأ عليها، والخطاب السياسي المتناقض الذي لجأت إليه، وكيف روجت لنفسها، وزورت نتائج الاستفتاءات، ولم تكن تحظى بشرعية شعبية. يذكر المؤلف أن هذه الجمهوريات العربية روجت لنفسها بأنها هي التي أنقذت المواطنين من الحكم الأجنبي، وحررتهم من الذل والقمع الذي تتعرض له باستمرار على يد المحتل الأجنبي، أو حررتهم من الملوك الذين يورثون عروشهم لأبنائهم الفاسدين، والذين هم في الأصل أداة في يد المستعمر الأجنبي ينفذ من خلالهم أجنداته وبسط نفوذه على هذه الدول. عمدت هذه الجمهوريات القمعية في بداياتها إلى تسويق نفسها على أنها المنقذ لهذه الأمة وأنهم ليسوا كالملوك، حيث أخذوا يعطون الوعود بتحسين مستوى المعيشة والالتزام بالعدالة الاجتماعية وأن تمارس الشعوب حقها الكامل في اختيار من يصلح لقيادتها. لكن بعد هذه السنوات من الحكم الجمهوري القمعي والاستبدادي ولد جيل الألفية في هذه المجتمعات الذي شاهد التناقض العجيب في ما تطرحه هذه الأنظمة الجمهورية والقيم المعلن عنها، وبين سلوك السياسيين وتعاملهم على أرض الواقع، من خلال الواقع البوليسي في التعاملات، وكذلك التوزيع غير العادل للثروة مما خلق فجوة مخيفة بين أصحاب الثراء الفاحش والمقربين من السلطة وكذلك عائلات السلطة وباقي المجتمع الذي يعيش في الأسفل، كذلك أستيقظ هذا الجيل على توريث للحكم بصورة أكثر فظاظة وسلطوية، في مجتمع أنقلب على الملكيات في فترة من زمن، ثم وجد نفسه يعود إلى هذا النظام بطريقة أخرى. يعلق الكاتب على ذلك (أن التناقض في ما بين يردده السياسيون والكتب المدرسية حول العدالة الاجتماعية والوطنية والمفاهيم الجمهورية، وبين الواقع المر لدولة النيو- ليبرالية الفاسدة البوليسية، بات واضحا لجيل الألفية، أنها سياسية تشجعها واشنطن ولندن وصندوق النقد الدولي). في الحقيقة إن ما سبق ذكره، يخلص واقع هذه الدول والجمهوريات العربية التي عاشت فترات طويلة تغتات على الخطابات الرنانة، والتسويق لنفسها من خلال إيهام الشعوب وتخديرها بالوعود والأماني، إلى أن أصبحت هذه الشعوب غير مغيبة بفعل وسائل الإعلام الحديثة والجيل الجديد من الصحفيين الذين يسعون إلى استقصاء المعلومة ونشرها بالصورة الصحيحة والحقيقية. هناك جيل جديد بدأ يغير الشرق الأوسط، تجاهله سيعقد الأمور، ويجعل من الصعوبة بمكان أن تتقدم أي دولة وتنهض، وسوف يستمر التراجع والتفكك لأي نظام يعمد إلى تسفيههم وقمعهم.