13 سبتمبر 2025

تسجيل

الصُّعودُ والهبوطُ.. الأضرارُ والسلبياتُ

13 مارس 2014

مرة ثانية تُثارُ العواصفُ الكرويةُ في شارعِـنا الرياضيِّ بسببِ قرارِ اتحادِ القدمِ الخاصِّ بهبوطِ نادِيَـيْـنِ من أنديةِ الدرجةِ الأولى إلى دوري الدرجة الثانية، وصعودِ ناديين بدلاً عنهما. لابدَّ، في البدايةِ، من التأكيدِ على أنَّ بطولةَ الدوري هي الـمصنعُ الذي يُـعِـدُّ اللاعبينَ، ويرفدُ الـمنتخباتِ الوطنيةِ بهم. وضعفُ مستواه الفنيِّ يدفعُنا للبحثِ عن الوسائلِ الـمناسبةِ لتقويتِـهِ ورَفْـعِـهِ، وليسَ لزيادةِ حِـدَّةِ الـمُشكلةِ. ولنكن أكثرَ وضوحاً، فالأنديةُ الأربعةُ الـموجودةُ في الدرجةِ الثانية ليس فيها لاعبون ذوو مهاراتٍ أو إمكاناتٍ فنيةٍ، رغم أنها أنديةُ الُّلعبةِ الواحدةِ، أي كرة القدمِ، فصعودُ ناديينِ منها لا يعني إلا هبوطَ الـمستوى الفنيِّ العامِّ للدوري، وغيابَ روحِ الـمنافسةِ، واستفحالَ ظاهرةِ عُزوفِ الجماهيرِ عن الـملاعبِ. والأسوأ من ذلك كُـلِّـهِ، أنَّ الناديينِ الَّلذَينِ سيهبطانِ سيتعرضُ فريقاهما الأولانِ لمأساةٍ في منافستِـهما للناديينِ الباقيين في الدرجة الثانية و لفرقِ الرديفِ في الأندية الأخرى. وبمعنى آخر فإنَّ عودتَـهما لدوري الدرجة الأولى مستقبلاً ستكون بدايةً لـمرحلةٍ جديدةٍ من استمرارِ هبوطِ مستواه.نظامُ الصعودِ والهبوطِ، لا ينبغي أنْ يكونَ عقوبةً على تراجعِ مستويات الأنديةِ، وإنما وسيلةٌ لدَفْـعِـها إلى تحسينِ أدائها ومستوياتها، إلا أنَّ هذه الوسيلةَ فقدتْ أثرَها بعد ضمِّ ناديينِ من الدرجة الثانية إلى الأولى، وجَـعْـلِ الفرقِ الأربعةِ الباقية تتنافسُ مع فرقِ الرديفِ لأندية الدرجة الأولى. وبناءً على ذلك، فإننا نطالبُ بإلغاء هذا النظامِ، والبحثِ عن سواه. وإذا كان الأمرُ محسوماً في اتحادِ القدمِ، فإننا نتمنى لو اكْـتُـفِيَ بهبوط النادي الذي يحلُّ في الـمرتبةِ الرابعة عشرة في الدوري وصعود النادي الذي حلَّ أولاً في الدرجة الثانية، ثم إقامة مباراةٍ فاصلةٍ بين نادي الـمرتبة الثالثة عشرة في الدوري والنادي الذي حلَّ ثانياً في الدرجة الثانية. لأنَّ ذلك سيحقق الأهدافَ العِقابيةَ والتأهيليةَ من النظامِ الحالي.وفي هذا الصددِ، ننظرُ بأسى إلى بعضِ أنديتِـنا الجماهيريةِ التي صارَ الشارعُ الرياضيُّ لا يجدُ غضاضةً في هبوطِـها إلى الدرجةِ الثانيةِ، بل ويدعو البعضُ إلى ذلك. ونتساءلُ، لا بقَصْـدِ التساؤلِ وإنما بقَصْـدِ الـمحاسبةِ واللومِ الشديد، عن أسبابِ تراجعِ مستوياتها الفنيةِ، و عن هذه الحَماسةِ الـمُدَّعاةِ لدى إداراتِها لإلقاء اللومِ على كلِّ شيءٍ إلا أنفسها في تبريرِها لذلك. ونقول إنَّ العِـلَّـةَ وأسبابُـها معروفانِ، لكن غيابَ روحِ إيثارِ مصلحةِ النادي والكرةِ القطريةِ عن إداراتِ الأنديةِ يجعلُ من كلِّ الحلولِ بلا فائدةٍ، وتستمر مأساةُ الجماهيرِ وتزدادُ عزلةُ الأنديةِ عنها.