12 سبتمبر 2025
تسجيلالإعلام الواعي (صوت هادف)، ينادي بالحقيقة كل مرة يتحدث فيها، (نعم) قد تختلف الرسالة، ولكن تظل الوجهة هي ذاتها، وعليه تخرج وبكل ثقة نحوها لتصل إلى جمهورها المتلقي، الذي يتأثر بمضمون تلك الرسالة، فتتأثر حياته، بل وتتغير بما يكون منه ذاك المضمون، مما يعني أن المسؤولية كبيرة جداً، ولا يُستهان بها بتاتاً، ويتوجب علينا توخي الحذر بتلك الاختيارات التي نُقبل عليها بصفة (إعلامية)، ونقدمها لجمهور يسعى للحصول على ما يُلبي رغباته ويُشبعها وفق ما يسره ولا يضره، وما ينفعه ويُمتعه دون أن يستهين بقدراته الفكرية، فهو الطرف المعني من كل هذه القصة، ولكن (للأسف) إذ أنه ووسط تزاحم البرامج المُقدمة على الساحة حالياً، وهي تلك التي تسعى للفوز بالأفضلية فيما يتعلق بحصد أكبر نسبة متابعة، نجد أن الهدف الأساسي قد تم استبعاده (حتى إشعار آخر)؛ ليحل محله هدف الفوز بالأفضلية، وإن كان ذلك بما لا يستحق، وما لا يجوز، ويبقى السؤال: إن لم يكن كل ما يُقدم؛ لخدمة الجمهور بما يُرضي الله؟ فلم يُقدم أصلاً؟ مما لاشك فيه أن الإجابات ستتنَّوع من شخص لآخر، وسيكون ذلك بحسب البيئة التي ينتمي إليها، أو بحسب حصيلته الثقافية التي تراكمت لديه نتيجة لخبرات مختلفة حصدها خلال أعوام عمره، أو بحسب مستواه الأكاديمي الرفيع الذي بلغه عن جد واجتهاد، وتلبية لحرصه الدائم على التفوق والتميز، أو بحسب تطلعاته التي تعبر عما بداخله، وعن كل ما لا يدركه من الناس سواه، كل ذلك بل وما هو أكثر منه مما يمكن أن يحدد نوعية الإجابة التي قد يتقدم بها من سيقرأ ذاك السؤال الذي ذُكر سلفاً، الذي وإن اختلفت عليه الإجابات إلا أنه سيظل محور الحديث لأعوام وأعوام، خاصة وأن كل واحد منهم يمثل الجمهور، الذي تحدثنا عنه في المقام الأول، الجمهور الذي يحصل على الـ Cake دون أن يدرك طريقة الإعداد المُتعبة، والمقادير التي تتحكم بلذة ما يُقدم ومدى روعته بالنسبة لنا، وكأن من يعدها أي الـ Cake لا يفكر إلا بتقديمها، دون أن يُكلِّف نفسه عناء التفكير بذوق المتلقي، وحقيقة ما إن كانت تناسبه أم لا؟ تقدم الحياة مجموعة من الخيارات شأنها في ذلك شأن الإعلام الذي يقدم لنا العديد من الخيارات أيضاً، وكل ما على جمهوره المتلقي هو أن يُجيد اختيار ما يُقدم له ليتناوله، والأغلب أنه قد يقفز نحو ما يرضيه، أو نحو ما يحظى بتغطية جيدة، تكشف له حقيقة ما يُقدم، وتحثه على متابعته وبشكل جيد، ومن هنا توزعت الأدوار في المطبخ الإعلامي، بين مَن يُعد، ومَن يُقدم، ومَن يروِّج؛ ليصل الأمر وبشكله النهائي إلى الجمهور، ذاك الذي سيلقف وبكل لهفة كل ما قد قُدم له. إن طرح مثل هذا الموضوع يعني الجمهور أولاً، ويناقش ما يُقدم له، ومَن يُقدم له ما يُقدم أصلاً، إذ تكون الغاية بتقديم الهادف وبشكل هادف، مما يعني أن الأمر يتطلب العناية الفائقة حتى من قبل أن يصل إلى الجمهور، أي من مرحلة اختيار ما يُقدم، والمصيبة أن هناك الكثير من الأفكار الجميلة التي تستحق الاهتمام، غير أنها لا تحظى به رغم جملة الأهداف التي تنادي بها من خلال العمل المُقترح تقديمه، ولنا عن ذلك كله أعمال حقيقية انطوت صفحاتها إلى أجل مسمى، وطاقات حقيقية بُددت، ولن نقول إنها قد أُهدرت، فهي مازالت موجودة على قيد الحياة، وكل ما تحتاجه هو الأخذ بيدها؛ لتعيد ما سبق أن كان، لجمهور يهمنا بالدرجة الأولى تألقه. وأخيراً يمتد بنا الحديث ويطول؛ ليُشاكس هذه المساحة التي خُصصت لكم، ويهمنا أن تخرجوا منها بأكبر كم من الفائدة، وعليه فهو الوعد بأن نتابع كل ذلك، ولكن حين نلقاكم في المرة القادمة، وحتى حين، فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]