10 سبتمبر 2025

تسجيل

يا لها من كارثة

13 فبراير 2023

لا شك بأن الدمار الهائل وواسع النطاق الذي أحدثه الزلزال الذي ضرب الأشقاء في تركيا وسوريا وأوقع عددا كبيرا من الضحايا والمصابين قد ترك في القلوب جروحا عميقة وحزنا كبيرا وبث في النفوس الخوف والرعب فهذا حال الزلازل القوية تدمر كل شيء ولا تُبقي ولا تذر. وخسائرها البشرية والاقتصادية مُكلفة جداً وتحتاج الدول التي تضربها الزلازل سنين طويلة من أجل أن تتعافى من آثار ذلك كما تحتاج لمد يد العون والمساعدة من الجميع للتخفيف بقدر المستطاع من الآثار قريبة أو بعيدة المدى. فهذه أقدار الله ماضية ولن يُستثنى منها أحد ولا يستطيع أحد منعها أو معرفة وقت حدوثها فهي تأتي بغتة على حين غرة!! وقد يغضب البعض عندما يقول البعض من الناس بأن ذلك لربما عقاب من الله وهذه إحدى صوره التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وهناك سورة في كتاب الله (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها) ولكن الحقيقة لكل ذي بصيرة أن لله جل شأنه وتنزه عن كل نقص لديه حكما في ذلك لا يعلمها إلا سبحانه، كما فيها عبر ودروس لنا بأن نحمد الله على كل نِعمه التي لا تُعد ولا تُحصى وألا نبادر هذه النعم بالجحود وبالصد عن سبيله بدلاً من شكره وحسن عبادته.. والزلازل قد تضرب أي بلد سواء كان على خط الزلازل أو لم يكن سواء كان صالحا أو طالحا، فالطبيعة مسيرة وليست مخيرة حسب أمر الله فيجب أن يأخذ الجميع الحسبان لذلك ويكون مستعدا لحالات الطوارئ بكل ما يلزم لذلك دون الركون للصدف أو الاحتمالات الخاطئة. كما يجب التدريب على كيفية اندماج جميع الأجهزة وانصهارها في كتلة واحدة بالسرعة المطلوبة في مثل هذه الأحداث الثقال فيا سبحان الله لا أحد يموت قبل يومه المحسوم من قبل رب العالمين. فهذه الأبنية قد سقطت في الزلزال على ساكنيها وبرغم ذلك هناك أُناس لم يموتوا وخرجوا سالمين أو مصابين وقد تكون العائلة كانت في مكان واحد وقت وقوع الزلزال فمات من مات منها والذي لم تحن ساعة موته خرج من تحت الركام حياً يُرزق!! فسبحانه وتعالى له كما أسلفت حكم في ذلك فهو جلت قدرته أهون عليه أن يتهدم البيت العتيق ولا يموت بريء، وهو أرحم بالطفل من أمه وهو يقول (من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) فلا حول ولا قوة إلا به!! ونسألك يا الله أن ترحم ضعفنا وأن تأمنا في أوطاننا وجميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا تأخذنا بجريرة السفهاء منا ولا بالجاحدين بنعمك الضالين المُضلين أرباب السوء والمفسدين في الأرض. كما أرجو من الجميع، كلٌ بما تيسر لديه، مد يد العون والمساعدة للمنكوبين في هذا المصاب الجلل وأن يكون ذلك آخر الأحزان يإذن الله عز وجل..