24 سبتمبر 2025

تسجيل

خيار الدبلوماسية

13 فبراير 2022

على وقع التصعيد والمواجهة التي وصلت إلى ذروتها بشأن الأزمة الأوكرانية، شهد يوم أمس حراكا دبلوماسيا واتصالات هاتفية على أعلى المستويات بين الولايات المتحدة وفرنسا مع روسيا الاتحادية، في محاولة لتجنب احتمال اندلاع مواجهة عسكرية قد تعصف بالاستقرار في أوروبا والعالم كله. ومع اقتراب نذر هجوم روسي وشيك على أوكرانيا، بعد أن أثار تعزيز روسيا لقواتها وأنشطتها العسكرية بالقرب من حدود أوكرانيا المخاوف من احتمال غزو روسي لأوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو، حثت عشرات الدول في العالم رعاياها على مغادرة أوكرانيا على الفور، وأمرت وزارة الخارجية الأمريكية معظم موظفي سفارتها بمغادرة أوكرانيا، في الوقت الذي تستمر فيه المناورات العسكرية، حيث يواصل عشرات آلاف الجنود الروس مناورات واسعة النطاق في بيلاروسيا، وأرسلت أيضا 6 سفن حربية للمشاركة في مناورات بحرية في البحر الأسود وبحر أزوف. وفي المقابل، أرسلت أمريكا قاذفات من طراز «بي-52» إلى بريطانيا، لتنضم إلى 4 مدمرات أبحرت سابقا للمشاركة في مناورات للناتو في البحر المتوسط، بينما تستعد أوكرانيا لسيناريو الحرب المحتملة عبر تدريبات بدأت في شمال شبه جزيرة القرم، وصادقت على خطة طوارئ لإجلاء السكان. ومع كل هذه التطورات والمخاوف العالمية المتزايدة، فإن محادثات اللحظة الأخيرة بين قادة العالم، تفتح نافذة أمل في إمكانية منح فرصة للدبلوماسية، بدلا من خيار المواجهة والتكلفة الباهظة التي سيتكبدها الجميع، والمعاناة الكبيرة والواسعة النطاق التي سيطول أثرها الكثير من الدول والسكان. إن العالم يترقب وينتظر من قادة القوى الكبرى التوجه بشكل حاسم نحو خيار السبل الدبلوماسية والحوار لمعالجة هذه الأزمة العالمية الخطيرة وتهدئة التوتر وخفض التصعيد بما يجنب كل الاطراف الإنزلاق نحو مواجهة شاملة، بما يسهم في حفظ الأمن والسلم الدوليين باعتباره مسؤولية مشتركة يقع الدور الأكبر من المسؤولية فيها على الدول الكبرى.