11 سبتمبر 2025
تسجيللكل شعب فن وتاريخ وحضارة، والفن يتحدث عن ثقافة وتطور الشعوب بلغته الخاصة، ولا تقاس حضارات الشعوب إلا إذا كان هناك تاريخ فني لبلادهم، وإن الفن في قطر جزأ لا يتجزأ من تاريخ الحضارة، ذلك فإن الفن التشكيلي في قطر فن له جذوره التاريخية القديمة، ولعل الذي يربط بين الفنان القديم والفنان المعاصر هو الأرض والبيئة والتعبير عنها بلغة التشكيل، وإن هذا الفن قد ولد على أرضها وبين أحضان طبيعتها ويتضح هذا جلياً عند الفنان القطري القديم من خلال نقوشه الصخرية وفنونه البرية والبحرية. لقد برز الفن في قطر منذ الستينات على يد الفنان جاسم زيني - رحمه الله - ووصولا إلى الخطوة الأولى لبداية الفن التشكيلي المعاصر في المعرض الأول، والذي افتتحه المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني عام 1973 م، فضلاً عن بدايات ظهور التعليم وكذلك المؤسسات الرسمية والخاصة. كما تم إتاحة مجال آخر لمدارس الفن التشكيلي القطري والفنانين البارزين على الساحة القطرية المعاصرة، وذلك مع التقدير لجميع من وضع اللبنات الأولى لمسيرة الحركة التشكيلية الحديثة في قطر ودفع بوصلتها وحركاتها نحو الإبداع لهؤلاء الفنانين الأوائل من جيل الرواد والعشر الرائدات في المشهد الفني القطري والذي يعتبر من السمات الحضارية لصورة قطر في الفن المعاصر وعلى الرغم من حداثة العمر الفني في مسيرة الحركة التشكيلية القطرية وقياسا بغيرها من الحركات التشكيلية عربياً وعالمياً إلا أنها تمكنت وأبدعت وفي زمن قياسي من التميز وتخطي كل المعوقات والصعوبات في الارتقاء بمستوى إبداعاتهم والذي انعكس على الساحة التشكيلية القطرية ككل والوصول الى المنتج الفني في قطر الى النضج المطلوب لمسايرة الإبداع العالمي ولايمكن أن نغفل كثرة المشاركات والمعارض الداخلية والخارجية والوجود المؤسسي الرسمي الداعم وبتوجيه ورعاية طاقات الفنانين والوصول بإنتاجهم الفني إلى المحافل الدولية، والاستفادة من تلك الطاقات الإبداعية والارتقاء بالنتاج الفني القطري. وإجمالاً، فإن الفن بالمشهد القطري يمضي باستمرار وعلى طريق طويل ممتد امتداد التاريخ البشري كله وفي اطار تشجيع الدولة ورعايتها. وهو يمضي على هذا الطريق لم يتخل عن مضمونه العربي وبموهبة أصيلة ورغبة صادقة من الفنان القطري المعاصر وهو يحتفظ بكل مقومات الشخصية الفنية القطرية ومنفتح على الأساليب العالمية بأفكارها وطموحها وأحلامها والارتقاء بها إلى آفاق شاسعة وفائقة الجمال وكقصائد من ذاكرة الوطن. ◄ ترنيمة جميلة في عالم اليوم لن يكون هناك تاريخ فني بدون وجود قاعدة كلاسيكية في الفنون البصرية! وبدونها تصبح الحضارات مفقودة!!! [email protected]