11 سبتمبر 2025

تسجيل

تجاوز ذاك الحاجز كي تعيش

13 فبراير 2016

وجودنا على ظهر ذات الرقعة يجعلنا نتقاسم الكثير، ونتشارك بما هو أكثر مما يمكننا تخيله، فالحياة تقوم على مبدأ المشاركة، التي تجعلنا ندور وسط حلقة الأخذ والعطاء، وحين يتعلق الأمر بتلك الحلقة فلاشك أننا نتحدث عن مهمة خطيرة لا يمُكننا الاستهانة بها بتاتاً، وهي مهمة التلاحم؛ لخلق علاقات ودية تضمن لنا دوران عجلة الحياة وسيرها في الاتجاه الصحيح، الذي سيحقق غاياتها مع كل دورة، مما يعني وبكلمات أخرى أكثر بساطة وأقل تعقيداً أن الحاجة إلى اندماج الأفراد ضرورة لابد وأن يؤخذ بها؛ لأنها ستُولد حميمية ستجتاح المكان؛ لتهون الصعاب وتجعل كل ما لا يُقبل (يُقبل)، الأمر الذي سيسمح بخلق علاقات إنسانية راقية جداً سترقى معها الأساليب المُتبعة بين جميع الأطراف، والتي ستنصاع لقانون البحث عن الأفضل دون أن تجد من يقف لها بالمرصاد؛ ليُثنيها أو يمنعها من تحقيق غاياتها وأهدافها. حقيقة فإن ما قد سبق ذكره سيأخذنا نحو سؤال من المهم طرحه وهو: ما الذي ومن الممكن أن يقف لضرورة الاندماج بالمرصاد؟ وما الذي سيعقب ذلك؟ إن ما يقف لضرورة الاندماج هو كل ما ينتمي للمخاوف، التي تتغلب على البعض، وتُهدد البعض الآخر، خاصة أنه (والحديث عن الاندماج) يعني انصهار المصالح وتصاهرها في مرحلة من المراحل؛ ليصبح الخاص منها للعام، وهو هذا الأخير ما قد يقض المضاجع؛ لأن الأحلام والأهداف الشخصية ستضيع معها؛ ليحاول كل فرد وبجهوده الشخصية إيجاد الحلول المناسبة؛ لحل تلك المشكلة، منها خلق ذاك الحاجز الجليدي، الذي وإن لم يتم اعتماده كحل وبشكلٍ اختياري في مرحلة ما، فسيُفرض في مرحلة أخرى؛ لنجد الحياة وقد غلب عليها الرتابة، والصمت الذي سيطبق على شفاه المواقف، التي لن تعيش معها الحوارات المُثمرة والمفيدة، فكل ما يتطلبه الأمر حين يتعلق بذاك الحاجز الجليدي الموجود هو بث رسائل بسيطة لا تتجاوز حدود التحية، والسؤال العابر، في حين أن الأمر يحتاج لكل ما هو أكثر، إذ ومن الصعب جداً أن نتخيل الحياة دون تواصل حميم، يبث الأمل فيما يتعلق بتطور العلاقات المستقبلية وبدرجة أفضل مما هي عليه، وهو كل ما يمكن أن يعقب الوقوف أمام (ضرورة الاندماج) التي تعطي الحياة رونقاً لا مثيل له.ليس من السهل على أصحاب العقول السوية والقلوب النقية تقبل وجود أي حاجز جليدي لن يعود بخير يُذكر، خاصة في مواقف تتطلب التواصل الحقيقي، الذي يحتاج لفتح باب التعارف على هوية الأطراف المُشاركة في أي حدث القصد منه الاجتماع من أجل الخير وإعلاء رايته، التي تنادي به للجميع، وعلى الرغم من رفض ذلك إلا أنه ما يحدث ويكون ونواجهه وبشكل صريح وواضح في الكثير من الأحيان مع أفراد يصعب عليهم التعامل مع كل ذلك، فهو ما يقف لهم كعائق لا يسمح لهم بالتقدم في حياتهم وفي العديد من المجالات، الأمر الذي فرض علينا ضرورة التطرق لهذا الموضوع وتناوله من خلال صفحة الزاوية الثالثة، التي تهتم بالفرد والمجتمع؛ إيماناً منها بضرورة تصحيح ما يستحق التصحيح، وإصلاح ما يستحق الإصلاح؛ كي ننعم بحياة هانئة إن شاء الله، وعليه إليكم منا ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاويةحاجتك إلى الوجود مع الآخرين ضرورة لابد وأن تلتفت إليها وإلى حقيقة أنها لن تكون هينة حتى تُدرك ما هو لك وما هو عليك، وكي تفعل فأنت بحاجة لأن تعطي أفضل ما لديك؛ لتكسب وفي المقابل أفضل ما يمكنك الحصول عليه، وتصبح الحياة ومن بعد أفضل بكثير ولدرجة ستنعم معها بالتواجد حيث أنت؛ لذا وكي يتحقق ذلك وتعيشه بكل تفاصيله فلابد وأن تنصهر، تتلاحم مع الآخرين دون أن تلتفت لوجود أي حاجز جليدي لن يعيش طويلاً ما لم تسمح له بذلك.