17 سبتمبر 2025
تسجيلنحنُ نتحدثُ بفضائلِـنا وليسَ عندنا شيءٌ نُخفيه، فبلادُنا دولةُ إنسانٍ ومؤسساتٍ مُنضبطةٌ بأخلاقِنا وإنسانيتِنا ومَدَنِـيَّتِـنا ووعينا الحضاريِّ والقوانينِ. هذه العبارةُ تُلَخِّصُ أهمَّ نتائجِ اجتماعاتِ كونجرس الاتحادِ الدَّوليِّ للصحافةِ الرياضيةِ بالدوحةِ خلال الأسبوعِ الـماضي.كنتُ أتابعُ تصريحاتِ أعضاءِ الوفودِ الـمشاركةِ، واللقاءاتِ التلفزيونيةَ والصحفيةَ معهم، فتزدادُ ثقتي في قدرةِ إعلامِـنا على التأثيرِ في الآخرينَ إيجاباً، لأنَّـهُ لا يستندُ إلى التَّهويلِ والـمُبالغاتِ، وإنَّما إلى الواقعِ الحقيقيِّ لنا إنسانيًا وحضاريًا، وإلى الحِـرْفِـيَّـةِ، في ممارسةِ العملِ الصحفيِّ بمِـهْـنِـيَّةٍ ترتكزُ على الخبرةِ والرؤى الـمُتَجَدِّدَةِ والالتزامِ الأخلاقيِّ. وعندَ التقائي، على هامشِ الاجتماعاتِ، بصحفيين وإعلاميينَ، عرباً وغيرَ عربٍ، لم يكن حديثُهُم معي مقصورًا على الاجتماعاتِ والقضايا التي تُناقَشُ فيها، ولكنه امتدَّ ليشملَ تقديرَهم للنهضةِ التي تشهدُها بلادُنا، وتثمينَهم للعلاقاتِ الإنسانيةِ بين الـمواطنينَ والـمقيمينَ، وثناءَهُم على ما بلغتُهُ القوانينُ العُمَّاليةُ من تَقَـدُّمٍ يتوافقُ مع معاييرِ منظمةِ العملِ الدَّوليةِ. ولفتتْ نظري تعليقاتُ بعضِهِم عن الحَداثَةِ ودورِ الـمرأةِ في مجتمعِنا، لأنَّها كانتْ تَشِيْ بالدهشةِ نظرًا لاختلافِ ما شاهدوه عنِ الصورةِ النَّمَطيةِ للمجتمعاتِ العربيةِ الخليجيةِ. وهذا وحدُهُ، مؤشِّـرٌ على أهميةِ سياسةِ الانفتاحِ على العالَمِ إعلاميًا التي تَتَّبِـعُها بلادُنا بثقةٍ ودونَ شروطٍ تَـحِـدُّ منْ دورِها في التأثيرِ الإيجابيِّ، مما جعلَ منَ الإعلامِ أحدَ دروعِنا التي تَتَكَسَّـرُ عليها موجاتُ الحَمَلاتِ الـمُغْـرِضةِ.عندما نتحدثُ عن مونديالِ 2022م، فإنَّنا لا نتحدثُ عنِ الرياضةِ فقط، بل عنِ الدولةِ إنسانًا ومجتمعًا قادِرَيْـنِ على الإبداعِ في كلِّ الـمجالاتِ. وهو ما أدركناهُ جميعًا، مسؤولين ومواطنينَ، وكانَ سموُّ الأميرِ الـمُفدى، برؤاهُ وهدوئِـهِ وحكمتِـهِ وأدبِـهِ الجَمِّ، هو الـمرجعُ لنا في العملِ بصبرٍ ودونَ ضجيجٍ لنُطَـوِّرَ الإيجابياتِ في عَمَلِ مؤسساتِنا، ولنُزيلَ السلبياتِ التي تتعارضُ مع أخلاقِنا والتزاماتِنا الإنسانيةِ والدَّوليةِ. فأحدُ الإعلاميينَ، من أشقائنا العربِ، حدثني عن انبهارِ الوفودِ بالـمنشآتِ الرياضيةِ والـمدينةِ العُمَّاليةِ، وعن شعورِهم بأنَّ الـمواقفَ التي اتُّخِـذَتْ إعلاميًا في بعضِ بلادِهِم، خلالَ الـموجةِ الخاسرةِ الأولى للحَملاتِ الـمُغْرِضَةِ، لم تكنْ تستندُ إلى الواقعِ، وإنَّهُ باتَ مُيقنًا بوجوبِ التَّبَنِّي الإعلاميِّ العربيِّ لقطرَ مونديالياً لأنَّها تُمَثِّلُ كلَّ العربِ في استضافةِ هذا الحَدَثِ الرياضيِّ الكبيرِ.لابدَّ من توجيهِ الشكرِ للجنةِ الإعلامِ الرياضيِّ برئاسةِ سعادةِ الشيخِ فيصل بن أحمد آل ثاني، على جهودِها الجَبَّارةِ في الإعدادِ والتنظيمِ والتواصلِ الفاعلِ معَ الوزاراتِ والـمؤسساتِ والهيئاتِ حتى صار الجميعُ مشاركينَ في رَسْمِ الصورةِ الحقيقيةِ لبلادِنا في أرفعِ مستوياتِها الإنسانيةِ والحضاريةِ والـمَدنيةِ.كلمةٌ أخيرةٌ: الكلمةُ سلاحٌ لحمايةِ الحقيقةِ ودَحْـرِ الادِّعاءاتِ. ونحمدُ اللهَ تعالى أنْ أنعمَ علينا فَأَحْـسَـنَّا استخدامَهُ.