17 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمن .. إلى أين؟

13 فبراير 2015

يبدو أن التطورات التي يشهدها اليمن الشقيق، آخذة في الاتجاه نحو منحى أكثر خطورة مما كان البعض يتصور، وذلك في ظل ما حدث من خلط للأوراق بعد الاعلان الدستوري الذي أصدرته جماعة الحوثي ورد الفعل الشعبي ازائها وانسداد الافق السياسي لحل الازمة للدرجة التي جعلت كل العالم يحبس أنفاسه من مغبة انزلاق البلاد نحو الفوضى بما يهدد السلم والأمن الدوليين.ولم تكن الصرخة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس أمام اجتماع الإحاطة لمجلس الأمن حول بند الحالة في الشرق الأوسط (الحالة في اليمن) والتي قال فيها إن اليمن "ينهار أمام أعيننا" وعلى شفا حرب أهلية وانه بات مرشحا ليصبح مرتعا لمتشددي تنظيم القاعدة، لم تكن سوى اعتراف متأخر من الامم المتحدة بخطورة الوضع في اليمن، حيث بدأت الدول الغربية تستشعر خطورته الى درجة قيام عدد من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بإغلاق سفاراتها هناك.لقد كان بيان الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي ألقته سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة امام مجلس الامن في جلسته امس، واضحا في توصيفه لما قامت به جماعة الحوثي في اليمن من حيث إنه انقلاب على الحكومة الشرعية، وانه ينسف العملية الانتقالية السياسية السلمية، ويتعارض مع المصالح العليا لليمن وشعبه.وفي بيانها بالامس، وضعت دولة قطر باسم مجلس التعاون، المجتمع الدولي امام مسؤولياته بالتحذير من التباطؤ والتلكؤ في التعامل مع هذه الازمة التي اصبحت تستوجب اجراءات قوية وعاجلة من مجلس الامن تلزم الحوثيين بالتراجع عن كل الاجراءات الاحادية التي دفعت الامور الى هذا الحد من الخطر.ان مجلس الأمن الدولي مطالب بالتصدي على وجه السرعة للتطورات الخطيرة في اليمن، لضمان العودة الى الشرعية التي تعبر عن إرادة وتطلعات الشعب اليمني، وبما يساعد على صون السلم والأمن في المنطقة، والحفاظ على وحدة اليمن، ومنع انزلاقه إلى مخاطر جمة لا تحمد عقباها. ان دول مجلس التعاون التي تستعد لعقد اجتماع استثنائي غدا لمناقشة المستجدات في اليمن، قادرة على اتخاذ ما يلزم من الإجراءات الضرورية لحماية أمنها واستقرارها ومصالحها الحيوية.