23 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. تاريخ وتراث

13 يناير 2021

يمكن وصف إعلان إدارة الآثار في متاحف قطر عن اكتشاف بقايا أثرية يعود تاريخها الى مئات السنين قبل الميلاد، في مدافن العسيلة، وهي أحد أقدم المواقع التاريخية في الدولة، جانبا من صورة المشهد التاريخي والثقافي لقطر، وهي جزء من الجهود المبذولة في اطار اهتمام دولة قطر بتاريخها وحضارتها وتراثها الغني، والذي يعد جزءا من تاريخ منطقة الخليج العربي. وتقدم مثل هذه الآثار، شواهد كثيرة تدل على الاستيطان البشري الضارب في عمق التاريخ في هذه المنطقة، كما تساعد مثل هذه الكشوفات الأثرية التي يجري الاعلان عنها، على فهم ومعرفة طبيعة الجغرافيا والتاريخ القطري القديم. وتظل دولة قطر سباقة في الحفاظ على تاريخها، انطلاقا من رؤية 2030 والتي تجمع بين التاريخ والعادات والتقاليد الموروثة وبين المستقبل والتطلع إلى التقدم، حيث تقوم المؤسسات الثقافية في قطر بدور حيوي في الحفاظ على التاريخ القطري سواء عن طريق النشر العلمي والدراسات الأكاديمية، أو من خلال الاحتفاء بالتاريخ والتراث في فعاليات مستمرة تبرز الجانب الحضاري والتراثي للدولة. إن اهتمام الدولة بتاريخها وحضارتها وتراثها يأتي انطلاقا من رؤيتها لصنع جسر يربط الماضي والحاضر بالمستقبل، ويوفر للأجيال وللشعب نظرة الى تاريخ أسلافهم وتوثيق النشاطات التي شهدتها قطر والمنطقة الى فترات يعود بعضها إلى العصر البرونزي. ولم يكن ادراج الزبارة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، باعتبارها أحد أفضل الأمثلة الباقية للمدن الخليجية التي كانت تقوم على التجارة خلال الفترة الممتدة ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، سوى تعبير عن اهتمام قطر بالحفاظ على تاريخها، وما يعكسه من صورة للتعايش والتآلف بين الثقافات الذي شهدته المنطقة على مر السنين.