14 سبتمبر 2025
تسجيل"لا توجد عقدة ليس لها حل، صحيح إنها معقدة ولكن عندما نجتمع في طاولة واحدة، أملنا في أصدقائنا أن الأمور ترجع إلى نصابها إن شاء الله"، هذه هي جواهر الكلمات التي صدح بها أمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد -رحمه الله-، وقال أيضاً: "وبذلنا كل الجُهد للحفاظ على هذا الكيان الخليجي ليبقى متماسكاً ومحققاً لآمال وتطلعات أبنائه ويجمع كلمتهم على الحق"، وكانت لجهوده المضنية لرأب الصدع في أزمة الخليج المفتعلة وهو في سن التسعين ولمدة ثلاث سنوات متتالية نجاحا منقطع النظير ومهدت الطريق لإصلاح ذات البين، وذلك بعد أن سعى -رحمة الله عليه- لتقريب وجهات النظر والخلافات بين الدول، وأكمل عضيده الأمير نواف الأحمد الصباح حفظه الله مسيرة أخيه وسار في نفس دربه الذي رسمه، وجاء الوقت لنقول له شكراً أمير العز والإنسانية وحفظ الله دولة الكويت وشعبها، ونقول له بالصوت العالي (ارقد بسلام... خليجنا بأمان). ما أن جاءت الأنباء بأنه تم الاتفاق على فتح الحدود البرية والجوية والبحرية بين قطر والسعودية والبحرين والإمارات إلا وهلت الأفراح وتعانق أفراد الشعب القطري وتبادلوا التهاني والتبريكات بينهم، حتى الأطفال عبروا بطرقهم الخاصة عن هذه الفرحة العارمة، فرحة عمت قلوب كل الشعوب الخليجية وشعوب ومحبي دول الخليج، وكانت الفرحة كبيرة لأهل قطر لشغف قلوبهم لبيت الله الحرام ولزيارة رسوله الكريم وزيارة أرحامهم في تلك الدول. وأثبتت شعوب دول الخليج بهذا الصلح بأن لديها الإرادة والحكمة في مواجهة أي أزمة تمر بها وتحدث شرخاً في وحدتها والنيل من قوتها. خليجنا واحد حان الآن لتكرس شعوب الخليج جهودها لتجاوز عدد من التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة، وأهمها وحدة الصف الخليجي، وتوحيد جهودها لمواجهة وباء "كورونا" والأزمات الاقتصادية التي تضرب العالم، والسير قدماً نحو النمو الاقتصادي لدول المنطقة، ونحن كشعب قطري أثقلته هذه السنون الصعبة التي مر بها أن نكون واعين كل الوعي لثقل قدراتنا للمضي قدما نحو نهضة بلدنا حسب الخطة التي رسمتها قيادتنا الحكيمة ولابد أن يعي شبابنا الوطني أن العمل من أجل الوطن يتطلب منهم التضحيات والعمل في جميع المجالات التي تساهم في نهضة وطننا، والكل يجب أن يتسلح بالمعرفة والقدرة في مكان وظيفته سواء كانت في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، ويؤدون مهامهم كجنود لحمى هذا الوطن الذي سلمه لنا أجدادنا أمانة نحافظ عليها ونسعى للنهوض بها. قمة العلا والتحدي أتت قمة الخليج الـ41 التي استضافتها المملكة العربية السعودية في بداية العقد الرابع من عمر منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وأمام تلك الدول تحديات كبيرة في جو الظروف العالمية التي تحيط بنا، وما اتفاق فتح الحدود بين قطر والمملكة السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة إلا تمهيد لجمع القوى وتوحيد الجهود لمواجهة هذه التحديات الجسام، ومن أهمها تعزيز الحوار الخليجي والتعاون، وحل الخلافات وتذليل التحديات وتفعيل العمل المشترك الذي كان متوقفاً ومعطلاً بسبب الأزمة الخليجية، ويحاول قادة الخليج بهذه الخطوة أن يعيدوا مسيرة مجلس التعاون إلى مسارها الصحيح لتخطو بثبات نحو مسيرته المباركة بفضل من الله ثم بحكمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم نتمنى أن يُكلل حرص وجهود قادة دول المجلس الحفاظ على مجلس التعاون كمنظومة متماسكة وقدرتهم على تجاوز الصعوبات والتحديات. كسرة أخيرة كان للعناق الذي تم بين صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد المفدى وولي العهد السعودي تعبيراً عن عمق الأواصر المتينة والعريقة التي تربط بين شعوب الخليج، ونحن كشعب كما تعودنا الوقوف خلف قيادتنا، ها نحن نقف خلف مساعيه وهدفه السامي لتحقيق السلم والسلام بين شعوب الخليج، وما لنا إلا أن نرفع أكف الضراعة ونسأله تعالى خير هذا الصلح، وخير ما فيه، وخير ما هو له، وخير ما بعده، ونعوذ به من شره، وشر ما فيه، وشر ما هو له وما بعده، ونستودعك أميرنا وشعبنا وبلادنا وأرضها وسماءها وبحرها وجوها وبرها وسائر بلاد المسلمين. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]