قطر وإيران

الزيارة المهمة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمس إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واللقاءات التي جرت هناك والنتائج التي أثمرت عنها المحادثات، لا شك أنها ستكون لها انعكاسات إيجابية كبيرة سواء كان ذلك على مستوى العلاقات الثنائية، أو على صعيد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. لقد أجرى صاحب السمو، الذي كان محل حفاوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محادثات مع سماحة السيد علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة، ومع فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث استعرض سموه، معهما سبل تطوير وتعزيز علاقات الصداقة القائمة بين البلدين، وأيضا التطورات الجارية حاليا وكيفية تجنيب المنطقة مخاطر التصعيد، دون أن ينسى سموه التنويه والإعراب عن شكره وتقديره لموقف إيران تجاه قطر بعد الحصار، وما قدمته من تسهيلات لقطر. ومما جاء في التصريحات الصحفية المشتركة التي أدلى بها صاحب السمو مع فخامة الرئيس روحاني، فقد كانت نتائج المباحثات جيدة ومثمرة، إذ كان العمل على تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية، محل اتفاق كامل، كما جاء التوافق على أن الحوار هو الحل الوحيد لأزمات المنطقة، بردا وسلاما، خصوصا في ظل الوساطة الأخيرة التي ظلت تقودها دولة قطر على أعلى المستويات لضمان الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة. إن ما تبذله قطر لدعم السلم والأمن والاستقرار، من خلال وساطاتها لإيجاد حلول دائمة للصراعات، ليس في منطقتنا وحسب، بل في كل مكان، إنما هو جزء من إيمانها بالتسوية السلمية والسياسية، باعتبار أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل أزمات المنطقة.