14 سبتمبر 2025
تسجيللم تهدأ الجبهة من جانب إلا لتعود إلى الاشتعال من جانب آخر، معارك، غزوات، حروب، صراعات، أزمات، مواجهات، مواقف عديدة تاريخية ومعاصرة، شكلت فكر ووعي ونظرة العرب والمسلمين نحو الغرب، ونظرة الغرب عنهم، بعضها زال واختفى، والبعض الآخر ما يزال يسكن في القلوب، ويسيطر على العقول!من دخول الأندلس والخروج منها، إلى الحملات الصليبية وفشلها، إلى عصور الاستعمار وانهزامه، إلى الرأسمالية وتراجعها، إلى الشيوعية وسقوطها، إلى الأصولية وفشلها، إلى الحروب العسكرية وانكساراتها، إلى الربيع العربي وارتداداته وإخفاقاته، إلى عولمة الإرهاب وارهاصاتها، والى الحروب الطائفية والمذهبية والقتل على الهوية، تشكلت الصورة ورسمت ملامحها وزخرفت أطرافها، ووضعت في إطار من التوجس والخيفة والشكوك والحذر وعدم الثقة. صناعة الصورة النمطية في الزمن الحاضر ارتبطت بالزمن الماضي واشكالياته، والاشكالية باتت اكثر تعقدا مع الصراع واستمراره في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن، ومناطق تفريخ الإرهاب وتصديره إلى القارة العجوز والى العالم الجديد.التفجيرات الأخيرة التي أصابت قلب أوروبا، فجرت معها العديد من الإشكاليات، وجددت المخاوف وأثارت الرعب. والتنظيمات الإرهابية باتت تهدد بالضرب في عمق المدن الأوروبية، ولكل فعل رد فعل، والمتطرفون هنا يقابلهم آخرون في الجهة الأخرى، رسم على حوائط المساجد، ورمي لحم الخنزير، كما أن دعوات الكراهية والتحريض في مقدمة الحملات الرئاسية الأمريكية. الصراع المفتوح بين الشرق والغرب يأخذ دورته التاريخية المتفاقمة ككرة الثلج المتدحرجة من أعلى قمة جبل، ولكن مع انتشار جحيم بؤر «الموت» من فوقنا ومن أسفل منا، هناك زوايا ستظل مفعمة بالقدرة على معانقة «الحياة»، وهي التي ستنتصر في نهاية الحكاية.