27 أكتوبر 2025

تسجيل

في عيده الفضي

13 يناير 2015

أكثر من جديد في دورة هذا العام، المكان والكتب والناس والضيوف، فالمعرض انتقل من جناح الدوحة الشرقي المجاور للحي الثقافي (كتارا) إلى قصر المؤتمرات جاراً لمؤسسة قطر التعليمية، وفي كلتا الحالين، فالمعرض الخامس والعشرون للكتاب، يبتعد عن زحام الدوحة إلى فضاء الأطراف. وفي هذا العام كان المحتفون بالكتاب يتعرفون مكاناً آخر غير أرض المعارض التي ركن إليها الكتاب في السنوات الأخيرة، وبدا الأمر غريباً بداية الأمر، قبل أن يتآلف الزائرون مع الوضع اللوجستي الجديد، حيث تبتعد مواقف السيارات مسافة طويلة نسبياً عن صالة العرض الكبرى، في طريق يحتاج بعض الوقت لمعرفته.وفي هذه الدورة التي تشهد مرور ربع قرن على هذه الفعالية الضخمة، يلاحظ المتابع للإبداع القطري نسبة متزايدة لحفلات التوقيع، للقطريين والمقيمين وحتى لبعض الضيوف، ومن المفرح بروز بعض الأسماء القطرية الجديدة في قائمة الموقعين على كتبهم الجديدة، نذكر منهم عائشة الكواري ومليحة الشافعي وسمية تيشة، ومن المقيمين لؤي خليل وسعيد أبو العزايم وحنين بديع، بالإضافة لإصدارات مختلفة للكتاب المعروفين، كما في رواية الشراع المقدي للكاتب عبد العزيز محمود، وكتاب مجلس التعاون العربي للدكتور أحمد عبد المالك، وكتاب في الإدارة من ترجمة الدكتورة كلثم جبر. ومن المهم الإشارة إلى دور الزميل والصديق صالح غريب في هذا المجال.كما تشهد الدورة احتفاء أدبياً بشاعرين مهمين أحبّا الدوحة، رحلا إلى عالم الحقّ العام الفائت، الأول كان دائم السفر إليها، وقد تغنّى بها غير مرّة وهو الشاعر الفلسطيني سميح القاسم الذي توفي قبل شهور، والثاني وقد أقام فيها ثلاثة عقود، وشارك في بناء المشهد الأدبي من خلال أخذه بيد الكثير من أدبائها وهو الشاعر المصري الراحل حسن توفيق. كما تنفرد دورة هذا العام حول الكتابة وتاريخها، وسيرتها الممتدة من المنسوخ إلى المطبوع في أكثر من أمسية، ولعلّ من شاهد ندوة العالم الجليل إحسان أوغلو يلحظ الحفاوة الكبيرة بالكتاب العربي وطباعته منذ قرنين ونصف تقريباً.ننتظر معرض الكتاب، لا لنشتري الكتب فحسب، ولا لنحضر أماسي الأدب والفكر، بل لنلتقي، نحن المهتمين بشقاء الحرف، في المدينة، مع أصدقائنا أصحاب الدور، ومع ضيوف الدوحة من المثقفين، ثمة عرس يتجدد في شتاءات الدوحة الرائعة، تعيد إلينا قليلاً من الأمل بدور المشاعر والأفكار في تغيير العالم.