11 أكتوبر 2025

تسجيل

مع القراء...

13 يناير 2014

لاشك أن رأي القارئ لأي نص شعري أو روائي، يعد عند الكاتب من الأشياء المهمة، وبالتحديد من الأعمدة التي ربما ترتكز عليها كتابته بعد ذلك، رغم أن بعض الكتاب يتعالون على القارئ، ولا يهتمون بآرائه، ناسين أنهم يتوجهون إليه وحده، ولولا وجود قارئ ما وجدت الكتابة أصلا. وقد سعدت كثيرا بظهور أجيال جديدة من القراء المحنكين، يمكنها أن تشارك الكاتب خفقاته وانفعالاته، وتتعمق في نصه بعيدا، وتخرج بأشياء ربما لم يكن الكاتب نفسه يستطيع استخراجها لولا هؤلاء القراء.الآن توجد على الإنترنت، مئات المواقع التي تشجع على القراءة، التي تساهم في توزيع الكتاب، فالذي تعجبه رواية أو مجموعة شعرية، لا يحتفظ بإعجابه داخله، وإنما يبثه لأصدقائه ومعارفه، الذين يسرعون باقتناء الكتاب، ويتحدثون عنه بعد ذلك.منتديات القراءة تلك، أصبحت تقوم بمهام المقاهي الثقافية التي كانت سائدة فيما مضى، وقد جلست في العديد من تلك المقاهي أيام بداياتي في مصر، ورأيت كيف كان الناس يبدون آراءهم في الكتابة، وكيف أن كتابا مغمورا، سطع فجأة وسطا على ذهن القارئ، لأن عدة قراء مهمين، تحدثوا عنه باحترام، ومن تلك الكتب كما أذكر، رواية العطر للألماني باتريك زوسكيند التي تتحدث عن صانع العطور القاتل في بحثه عن عطر إنساني، ورواية عالم صوفي التي تتحدث عن تاريخ الفلسفة، وكثير من الروايات العربية الجميلة التي ما كان لها أن تنتشر كل ذلك الانتشار لولا وجود من قيمها انطباعيا، بعيدا عن تعقيدات النقد الأكاديمي.من تلك المواقع الحافلة بالنشاط القرائي، موقع (جود ريدز)، وتعني القراءة الجيدة، كل قارئ يمكنه أن يسجل حسابا في ذلك الموقع، يمكنه أن يضع قائمة بالكتب التي قرأها أو يريد قراءتها، أو التي أوصى بها أحد أصدقائه، يمكنه أيضا أن يضع رأيه في الكتاب بلا تردد، ويشارك الآخرين آراءهم فيه، وفي النهاية يمكنه أن يقيم الكتاب باختيار نجمة أو نجمتين أو حتى خمس، حسب رأيه.ولأن القائمة الطويلة أو القصيرة من جائزة البوكر العربية، تعد موسما خصبا للقراءة، بتنويهها للكتب المختارة، فإن القراء دائما ما يمنحنونها أولوية خاصة، يضعون القائمة، ويبدأون في تشريحها، وربما منحوا احترامهم لرواية دخلت القائمة الطويلة، وخرجت، وعدم احترامهم لرواية وصلت حتى القائمة القصيرة، أو حتى نالت الجائزة الكبرى. لذلك، وإيمانا مني بضرورة القارئ الذي أعتمد عليه في تقييم نصوصي، وضعت على غلاف الطبعة الثانية من روايتي صائد اليرقات، جنبا إلى جنب مع تعليقات النقاد، تعليقا لقارئة اسمها زهرة، ربما ستفاجأ لو عثرت عليه، لكنه حقها بكل تأكيد، أن يهتم بها الكاتب كما اهتم بالنقاد المساندين لعمله، فهي وكثيرون غيرها أعمدة أساسية في الارتقاء بالعمل الإبداعي. وأنوي مستقبلا أن أملأ الأغلفة الخلفية لرواياتي بآراء القراء سلبية كانت أو إيجابية.